مما يندى له الجبين حتى لو كان مرفوعاً

تمر بعض الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات بهدوء وبلا اهتمام مناسب، وربما يرتبط الاهتمام بصنف الناس ذوي العلاقة المشاركين بهذه النشاطات. هنا أيضاً يوجد سوء توزيع في الانتباه العام.
من ذلك مثلاً خبر اضراب عمال مستشفى الشونة الجنوبية عن العمل مطالبين بالحصول على الحد الأدنى من الأجور! نعم هذا هو مطلبهم؛ الحد الأدنى من الأجور. وليس هؤلاء العمال استثناءً، فهناك العديد من الشركات والمصانع لا تعطي عمالها الحد الأدنى من الأجور.
وزير الصحة يؤكد أن هذه المشكلة غير مقتصرة على هذا المستشفى، وأن هناك اربعة آلاف عامل خدمات في المستشفيات الحكومية لا يتلقون الحد الأدنى رغم مرور حوالي سنتين على إقراره، لكن الوزير يستنتج من ذلك أن على العمال المضربين أن يعودوا الى عملهم لأن جهدهم، حسب الوزير: "يصب في مصلحة الوطن والمواطن".
يا أخي اسمحوا لهؤلاء العمال أن يتوقفوا قليلاً عن "الصب" في مصلحة الوطن والمواطن حتى تحققوا لهم مطلبهم ثم يعاودوا "الصب"، ثم أن هؤلاء العمال يواصلون الصب قبل وبعد إقرار الحد الأدنى للأجور، ولو أن احداً انصفهم لما اضطروا للتوقف عن "الصب".
كنت قبل حوالي عام قد حضرت حواراً بين مئات من عمال أحد المصانع جنوب مأدبا أضربوا عن العمل للهدف ذاته؛ أي الحد الأدنى للأجور. وأذكر أن حجة "الصب" في المصلحة الوطنية، تكررت هناك أيضاً.
أيها الحريصون على المصلحة الوطنية: لقد "صَبّيتوها" كثيراً .
( العرب اليوم )