هل جاء دور الكهرباء؟

تم نشره الخميس 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 12:04 صباحاً
هل جاء دور الكهرباء؟
د. فهد الفانك

 

 

 

لا تنوي الحكومة رفع تعرفة الكهرباء وتفضل تأجيل البحث في قرار كهذا إلى ما بعد إجراء الانتخابات. يعود السبب إلى الخبرة المريرة التي عاشها البلد عند تحرير أسعار المحروقات ، فلا حاجة لهزة أخرى تفسد أجواء الانتخابات المرتقبة. وربما كانت هناك رغبة في إشراك النواب الجدد في المسـؤولية عن القرار ، وإن كان هذا غير وارد عملياً ، فالنواب لن يستهلوا نيابتهم بمباركة قرار كهذا.

يبدو كأن صندوق النقد الدولي قـدّر الظروف التي يمر بها الأردن ، وتفهم أسباب تأجيل البدء بتصحيح أوضاع الكهرباء ولو بالتدريج على مدى سنوات ، فالتأجيل لن يلحق ضرراً يذكر ببرنامج التصحيح ، ولن يؤدي إلى تجميد القرض السهل الذي تستحق دفعة جديدة منه خلال أيام ، ومن المهم تحقيقها لتعزيز احتياطي البنك المركزي من العملات الاجنبية.

كل الأسباب والمبررات التي قدمها رئيس الحكومة في حملته المكثفة لتسويق قرار تحرير أسعار المحروقات تنطبق على خسائر الكهرباء ، فقد ذكرت الأنباء أن مديونية شركة الكهرباء الوطنية ، وهي مؤسسة حكومية ، بلغت 7ر1 مليار دينار تسديدا لخسائرها المستمرة بحيث أصبحت في حالة سباق مع الخزينة في الاستدانة ، وتراجعت رغبة البنوك في تقديم المزيد من القروض للشركة بالرغم من الكفالة الحكومية.

تعديل تعرفة الكهرباء يختلف عن تحرير أسعار المحروقات ، إذ بالإمكان ترشيد العملية بشكل لا يلحق ضرراً بالمستهلك الصغير الذي لا يحتاج لأكثر من الشرائح الثلاث الأولى ، وهذه الفئة تشمل معظم السكان وحجم استهلاكها قليل ، أي أن دعمها مقدور عليه ، أما كبار المستهلكين الذين يضيئون أسوارهم ، ويفلترون ويدفئون برك سباحتهم ، ويحتفظ واحدهم بنصف دزينة من الثلاجات، فإنهم قادرون على دفع الكلفة الحقيقية لاستهلاكهم من الطاقة ، وهم لا يستحقون الدعم ولم يطلبوه.

خسائر الكهرباء لا تعود لعدم ملاءمة التعرفة فقط ، فهناك عوامل أخرى تسهم بها شركة مصفاة البترول وشركة الكهرباء المركزية ، واستفادة كبار المستهلكين من أسعار الشرائح الدنيا بدلاً من محاسبتهم على كامل الاستهلاك بموجب سعر الشريحة الاخيرة لاستهلاكهم ، وسارقو التيار ، فضلاً عن الإسراف في إضاءة الشوارع والطرق الخارجية واستعمال مصابيح لا توفر الطاقة.

إصلاح أوضاع الكهرباء ، وتمكين الشركة من استرداد كلفتها لا تتوقف على تعديل تعرفة أسعار الكهرباء فهناك خطوات أخرى قد يستطيع خبراء البنك الدولي أن يدلوا الحكومة عليها.

( الراي ) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات