اللاجئون السوريون يتدفقون جنوبا على الأردن في موجات ليلية

تم نشره الخميس 21st شباط / فبراير 2013 07:27 صباحاً
اللاجئون السوريون يتدفقون جنوبا على الأردن في موجات ليلية

المدينة نيوز - تحت جنح الظلام تخطو الأم الشابة عبر بساتين الزيتون الموحلة على الحدود السورية الأردنية وتطلب من أطفالها أن يلازموها حتى لا يتوهوا في تيار البشر الفارين جنوبا طلبا للأمان.

وتطل عيناها من فوق وشاح أبيض يغطي نصف وجهها الاسفل وهي تحمل حقيبة سفر داكنة اللون وإلى جوارها ابنتها الصغيرة تتعثر تحت حمل حقيبة صغيرة تثقل كاهلها تضم ما تمكنوا من أخذه من متاع قليل من منزلهم على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال.

وكانت أم سلامة (27 عاما) ضمن موجة من اللاجئين تدفقت على الأردن في الأسابيع الاخيرة من البلدات والاحياء السكنية في الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تعرف نعمة الرخاء في جنوب سوريا.

وتقول المرأة التي يعتصر الحزن فؤادها المكلوم بعد ان تركت وطنها وبيتها وزوجها في مدينة درعا مهد الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد "لولا أطفالي لما غادرت سوريا."

وكانت أم سلامة من بين مئات عبروا خلال ساعة واحدة في إحدى ليالي هذا الأسبوع من منطقة حدودية غير مرسمة ضمن موجة نزوح سهلتها جماعات المعارضة السورية المسلحة والقوات الأردنية كل على جانبه من الحدود التي لا يدل عليها سوى حاجز مكسور من المعدن والأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة الأردنية.

وكانت القوات الأردنية قبل الصراع تتصدى لمهربي السجائر والماشية أما الآن فتساعد الشيوخ والنساء من حاملي الحقائب وحزم الأمتعة في عبور المنطقة.

ويقول العميد حسين راشد زيود قائد قوات حرس الحدود الأردنية إن أكثر من 89 ألف لاجئ عبروا منذ بداية العام بمعدل بتجاوز عشرة آلاف في الأسبوع.

ويبلغ عدد السوريين المسجلين كلاجئين أو الذين ينتظرون التسجيل في الأردن 275 ألف شخص لكن الحكومة تقدر العدد الحقيقي بنحو 380 ألف لاجئ.

ويقوم مقاتلو الجيش السوري الحر الذي يسيطر حاليا على كثير من المناطق الحدودية بتوصيلهم خفية إلى الحدود تحت جنح الليل. وعلى الجانب الآخر تتابع أبراج المراقبة العسكرية الأردنية بأجهزة الرؤية الليلية تحركات القوات السورية.

ولا يتطلب العبور من بعض اللاجئين سوى السير بضع مئات من الأمتار من بلدة سورية جنوبية حتى التماس المأوى في الأردن لدى أقارب من الأهل أو العشيرة. لكن بالنسبة لآخرين تحتاج رحلة الهرب من سفك الدماء في دمشق وحمص الى عدة أيام.

وقال أبو ثاير عضو لواء توحيد الجنوب وهو جماعة معارضة مسلحة رئيسية في الجنوب إنهم يحاولون التخفيف على اللاجئين الذين أمضوا الساعات الطويلة يتخبطون في شاحنات تترنح بهم على طرق وعرة أو يسعون على اقدامهم مسافات طويلة.

وقال "عندما يصلون إلى بلدة في أيدينا نوفر لهم سيارات تنقلهم قرب الحدود. ولا يحتاجون الى المشي طويلا للوصول إلى السلك الشائك الأردني."

وبعد انتهاء محنتهم عند الحدود يتجمع النساء والأطفال في خيمة عسكرية دافئة انتظارا لعملية تسجيل سريعة قبل أن يركبوا حافلات عسكرية خضراء كبيرة تنقلهم إلى مأواهم المؤقت.

وقال ضابط أردني شاب في زيه العسكري وهو يأخذ بيد عجوز ثمانينية ليرافقها إلى الحافلة "هل انتهيت يا أمي؟ ألا أتيت هنا من فضلك."

ولا تخف المؤسسة السياسية والعسكرية في الاردن أنها تجد صعوبات بالغة في التصدي للتدفق المتواصل للاجئين والأعباء التي تقع على كاهل المملكة شحيحة الموارد.

وقال العميد زيود إن الأردن اضطر لنشر 850 جنديا وضابطا على مدار الساعة و450 مركبة مضيفا ان العملية الانسانية كلفت ميزانية القوات المسلحة 250 مليون دينار (350 مليون دولار) حتى الآن.

ويضم مخيم الزعتري وهو مخيم اللاجئين الرئيسي في الأردن أكثر من 80 ألف لاجئ ويتوقع أن يزيدوا. ومن المتوقع فتح مخيم جديد قريبا.

وعلى بعد بضعة كيلومترات فحسب من أبراج المراقبة الأردنية لا ينقطع دوي القصف بالمورتر والمدفعية ونيران الدبابات في أنحاء البلدات الريفية فيبعث الرعدة في اوصال من يسمعه إذ يذكره بالاشتباكات المتواصلة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة على الجانب الاخر من الحدود.

وقال طالب يدرس الحقوق عرف نفسه باسم أبو جاسم "الحياة في بلدتنا لم تعد تطاق." وجلب أبو جاسم زوجته وابنته ذات الشهور السبعة من بلدة النعيمة التي تبعد بضعة كيلومترات إلى الشمال وكان يسكنها 17 ألف شخص قبل أن يهجرها نصفهم حاليا.

وقال طارق سويدان (48 عاما) الذي يملك مزرعة في بلدة الطيبة إن القصف العنيف في أنحاء الريف يسرع وتيرة النزوح الجماعي.

وأضاف "أمس جن جنون النظام. لم يكن يوما عاديا فقد قصف الجيش كل الاحياء السكنية بلا استثناء... كان قصفا بلا تمييز."

وبالنسبة لأم أسامة القادمة من بلدة الحولة في محافظة حمص بوسط البلاد في رحلة استغرقت أكثر من 24 ساعة مع طفلتها رجاء ابنة الست سنوات كانت مغادرة سوريا الحل الأخير.

وقالت "ما كان أحد ليرحل لولا الظروف المأساوية؟" " رويترز "



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات