ربيع مصر إلى أين؟
الصورة التي قدمتها مجلة إيكونومست للاقتصاد المصري بعد الثورة تثير الأسى ، فهل قامت الثورة لنقل السلطة من الحزب الوطني إلى الإخوان المسلمين ومن حسني مبارك إلى محمد مرسي ومن وزراء حليقين إلى وزراء ملتحين!.
حالة الاستقطاب لدى الشعب المصري وصلت إلى مستويات غير مسبوقة ، الاحتجاجات تتحول إلى العنف ، الاجهزة الأمنية محتارة بين واجبها في دعم الإخوان كحكام وبين التخوفات والشكوك العميقة تجاههم.
الاقتصاد المصري ينحدر باتجاه الكارثة ولا يبدو أن الرئيس مرسي يملك خطة أو لديه القدرة والإرادة على التعامل مع الإصلاحات المطلوبة.
كل المؤشرات الاقتصادية تعطي قراءات سلبية؟ خلال الربع الأول من هذه السنة ، هبطت قيمة الجنيه بنسبة 10% ، وارتفعت البطالة إلى 20% على الأقل ، وانخفضت أسعار الأسهم في البورصة المصرية بنسبة الـُعشر ، وتبخرت السياحة التي كانت تسهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي وتغذي ميزان المدفوعات ، وتوقفت تدفقات الاستثمار الخارجي ، وهبـط احتياطي العملات الاجنبية لدى البنك المركزي المصـري من 36 مليارا إلى 13 مليارا لا تغطي ثلاثة أشهر من المستوردات ، وارتفع معدل التضخم الذي كان 5% في كانون الثاني إلى 8% في شباط ، وتم إغلاق 4500 مصنع منذ بدء الثورة. وارتفع عجز الموازنة إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي ، وارتفع خط الفقر إلى مستوى 25%. وهرب معظم رجال الأعمال خوفاً من ملاحقتهم بتهمة التعاون مع النظام السابق ، وشاطت أسعار المواد الغذائية. وبشكل عام فإن السوق السوداء هي التي تحكم
الاقتصاد المصري يقوم على الدعم المكثف بكلفة تناهز 20 مليار دولار ، ويصل دعم السولار إلى 5ر7 مليار دولار ، ويباع البنزين بسعر 16 سنتا للتر أي ُعشر الكلفة ويصل الدعم إلى 90% من الكلفة ، وطابور السيارات التي تنتظر على محطات البنزين يصل إلى 8ر1 كيلو متر. أما غاز الطبخ فيباع بسعر يعادل 7% من الكلفة. وهذا وضع شاذ وغير قابل للاستمرار ، ويشكل وصفة مضمونة للانهيار ، ولا تتوفر لدى الرئيس لا القدرة ولا الإرادة للتغيير.
وهنا يأتي دور صندوق النقد الدولي الذي استدعته مصر ، وهو يبدي استعداده لإقراض مصر 8ر4 مليار دولار ولكن بشروط لا تستطيع حكومة مهزوزة أن تفي بها ، ويقدّر أن مصر بحاجة إلى 15 مليار دولار لتعويم الاقتصاد المتهاوي.
كنا نفهم أن الإخوان المسلمين ليسوا مؤهلين لاستلام الحكم لا في مصر ولا في غيرها فليس لديهم لا رؤية مستقبلية ولا حلولاً ناجعة. ( الرأي )
