حرائق على حدودنا .. دعونا «نتوافق» لمواجهتها!

تم نشره الثلاثاء 23rd نيسان / أبريل 2013 01:19 صباحاً
حرائق على حدودنا .. دعونا «نتوافق» لمواجهتها!
حسين الرواشدة

السؤال الذي يجب أن نطرحه، ونتوافق على إجابة “موحدة” عليه بعيدا عن حدّة التجاذبات والأهواء السياسية، هو: كيف نجنب بلدنا الوقوع في “الحرائق” المشتعلة من حولنا: الحرائق العسكرية التي ارتفع لهيبها على حدودنا الشمالية، والحرائق السياسية التي يجري التحضير لها على حدودنا الغربية؟

لا يراودني - بالطبع - أدنى شك بقدرتنا على مواجهة هذا وذاك لو كانت جبهتنا الداخلية تتمتع بما يلزم من “عافية”، لكننا - للأسف - خسرنا على مدى العامين المنصرمين “فرصة” اصلاح تلك “الجهبة” ولمّ شملها انطلاقا من “مشروع” الإصلاح الذي كان تحقيقه حلما للأردنيين كلهم، ومع ذلك - ولكيلا نتهم بأننا نمارس الحكمة بإثر رجعي - نقول إن أمامنا فسحة للتفكير واستعادة الوعي من جديد، سواء على صعيد تحريك “عقارب” ساعة الإصلاح والخروج من دوامة “الدوران” حول الذات وصولا الى “طاولة” الحوار التي يجب ان تنصب على الفور من أجل “التوافق” على اولويات المرحلة وخياراتها، أو على صعيد “فتح” القنوات السياسية لوضع “الناس” أمام حقائق ما نتعرض له من تهديدات، وما ينتظرنا من “ملفات” وصولا إلى “بناء” موقف رسمي مدعوم شعبيا للتعامل مع الحرائق التي أشرت اليها سلفا.

لا أريدأان أصدق كل تلك “التقارير” التي تفيض بها الصحف والشاشات حول “التحولات” التي طرأت على الموقف الأردني تجاه الحرب في سوريا، أو حول “التسخينات” التي تجري في “ملف” التسوية، لكن كل ما أتمناه أن تكون غير صحيحة، وأن تكون “ردود” البعض عليها مجرد “استعجالات” لرفع العبث، فأنا - مثلا - لا أتصور أن بلدنا سيقحم نفسه في “حرب” ضد سوريا تحت أي عنوان، كما لا أتصور أن الأردن سيدفع “ثمن” التسوية التي “تصممها” واشنطن لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

صحيح اننا لا نستطيع ان “ننأى” بأنفسنا عن “الصراعين” الدائرين على تخوم حدودنا، فقد أصبح “ملف” اللاجئين السوريين في بعديه الإنساني والسياسي “خطرا” يداهمنا، كما أن “شرارة” الحرب الأهلية التي تدور قرب دمشق قد تمتد الينا، لكن ألم نمر في هذه التجربة مطلع التسعينيات إبّان الحرب على العراق، حيث استطعنا أن نخرج منها بأقل ما يمكن من خسائر؟

ألم نمر - أيضا - بتجربة مماثلة مع “ملف التسوية” حين أوشك كلينتون على إقناع عرفات بـ”وصفة” التخلي عن “القدس” كعاصمة للدولة الفلسطينية، وقد خرجنا آنذاك مع إخواننا الفلسطينيين منها؟

لا أتصور أننا أصبحنا بلا “اوراق” سياسية حتى نخضع لمنطق “القبول” بالمعروض، والمهم ان تكون “جبهتنا” الداخلية موحدة وخياراتنا واضحة، وقراءتنا للمشهد السياسي أبعد من “اللحظة” التي يريد البعض ان نبقى أسرى لها.

كيف؟ هذا يحتاج لآراء “الحكماء” في بلدنا، فنحن أحوج ما نكون اليوم الى صوت “العقل” الذي يحرر إرادتنا من “غفوتها” وحالتنا الوطنية من اشتباكاتها وصراعاتها، وبوصلتنا من تشتت اتجاهاتها.

فلا مصلحة لبلدنا في هذه “المناكفات” والاصطفافات ولا وقت لدينا لنمضيه في المنابزات السياسية.. فالدول والشعوب تتوحد أمام “النوازل” وتؤجل “اختلافاتها” لما بعد مرور العواصف.. وهذا ما يجب أن نفعله. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات