وزارة بلا وزير

تم نشره الأحد 26 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:46 صباحاً
وزارة بلا وزير
غاندي أبو شرار

غالباً ما تفتقد حكوماتنا عنصر القدرة على تنفيذ برنامج العمل الذي تُعلن عنه بُعيد تشكيلها بسبب قصر مدة عملها التي لا تتجاوز خمس سنوات بأفضل حال من الأحوال، وهي في الحقيقة مدة غير كافية لتنفيذ أي برنامج عمل وطني أيا كان مجال اختصاصه، خصوصا إذا كان البرنامج يتعلق بالتنمية لا بالخدمات. فالمتابع لأداء الحكومات يرى أن كل حكومة جديدة تأتي متحمسة برؤية وبرنامج مختلفين كلياً عن برنامج ورؤية من سبقها، دونما الاخذ بمبدأ البناء والمتابعة عند النقطة التي انتهى اليها السابقون، وهذا ما يقودنا الى البطء في استقرار أعمدة وقواعد التنمية داخل الاردن بشكل عام، مما ينعكس سلباً على أداء وعمل وزارات التنمية خصوصاً وبرامج عمل وزرائها الذين لن نشك في وجود الرغبة الصادقة لديهم في خدمة القطاع الذي يشغلونه. ومن أمثلة وزاراتنا التي نأسف على واقع حالها وأدائها التي حملت بإنشائها ومسماها مسؤولية كبيرة عنوانه «التنمية السياسية»، حيث يفاجأ القارئ والمطلع بأن هذه الوزارة الوليدة حديثاً في العام «2003» قد تعاقب على قيادتها طوال فترة الأحد عشر عاماً المنصرمة «27» وزيراً منهم «5 «مكررون!، أي بمعدل عمر وسطي للوزارة وللوزير لن يتجاوز الستة أشهر، هذا إذا لم نستثن من هذه المدة القصيرة شهر بأكلمه للعطل الرسمية.
وهذا ما يقود الزائر لموقع الوزارة الالكتروني او القارئ لإصداراتها او المتابع لأدائها وآلية عملها لعدم رؤية أي إضافة نوعية ومميزة وجديدة للتنمية الحزبية والسياسية في الاردن، ولعل أفضل مراحل التنمية البطيئة التي نشهدها لوزارتنا قد جاء في الحقبة الحالية للوزير الكلالده الذي حظي اكثر من غيره من بين نظرائه السابقين بأطول فترة من عمر وزارته، فبتنا نسمع ونرى في حقبته عن قانون أحزاب وقانون انتخابات ونظام مالي وزيارات مكوكية لمقرات الاحزاب وتحرك نشط وملحوظ لوزارته في اكثر من مناسبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه عند الحديث عن مستقبل برامج التنمية المنشودة كيف لنا أن نقيم أو نرى نتائج عمل برنامج وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية او غيرها من وزارات التنمية، دونما إعطاء الوزير الفرصة والمهلة الكافيتين للإنتهاء من إعداد وتنفيذ برنامج عمله؟
أتمنى من صناع القرار لدينا ممن يملكون صلاحيات التغير والتعديل أن يراعوا مستقبل وزارات التنمية باستثنائها مؤقتاً من التعديل لحين انتهائها من تنفيذ برنامج عملها وخطتها التي اعلنت عنه منعاً للهدم ومنعاً للهدر في الوقت والمال، وللتقدم ولو بخطوات بطيئة نحو هدف التنمية المنشودة.
فلا يُعقل مطلقاً أن تبقى وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بدون استراتيجية واضحة ومعلنة طوال هذه الفترة الماضية، وبات جل حديثها ونشاطها منصباً حول قانوني الأحزاب والانتخاب.

(السبيل 2014-10-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات