السياسة المالية.. تنازع الأهداف

تم نشره السبت 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 01:33 صباحاً
السياسة المالية.. تنازع الأهداف
د. فهد الفانك

يحتار الطبيب عندما يجد أن المريض يشكو من مرضين، وأن علاج أحد المرضين يؤدي إلى تفاقم المرض الآخر!.
مثل هذه الحيرة يقع فيها صانع السياسة المالية في الاردن، فالانطباع السائد أن العبء الضريبي في الأردن ثقيل يجب تخفيضه، ولكن الإيرادات المحلية للحكومة لا تكفي لتغطية نفقاتها الجارية، فتضطر للاقتراض من البنوك أو التماس المساعدات من الدول المانحة، الامر الذي يفرض زيادة الإيرادات المحلية للموازنة وبالتالي زيادة الضرائب!.
مطلوب إذن تخفيض العبء الضريبي عن كاهل المواطن وزيادة الإيرادات المحلية للموازنة في الوقت ذاته، وهما هدفان متناقضان، يؤدي علاج أحدهما إلى تفاقم الآخر.
هناك بطبيعة الحال حلول تلفيقية غير مقنعة، فيقال مثلاً: إن زيادة الإيرادات المحلية لا يكون بزيادة الضرائب بل بتحسين وسائل التحصيل ومنع التهرب، أو يتساءلون لماذا نحاول زيادة الإيرادات المحلية بدلاً من تخفيض النفقات المتكررة؟ بل أن البعض يرى الحل في استرداد الأموال المنهوبة!!.
تحسين وسائل التحصيل ليس اكتشافاً، فقد قال به جميع وزراء المالية المتعاقبين، ولكن هناك حدوداً لما يستطيع هذا الأسلوب تحسين الوضع المالي.
تخفيض النفقات الجارية كبديل عن زيادة الإيرادات تقف في وجهه صعوبات أخرى اقتصادية (تخفيض معدل النمو الاقتصادي) واجتماعية (زيادة البطالة وتخفيض مستوى معيشة محدودي الدخل المستفيدين من الخدمات الحكومية كالصحة والتعليم).
السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تكون الضرائب عالية ومع ذلك غير كافية لتغطية نفقات تشغيل الحكومة أي النفقات الجارية، فهل يكمن العيب في انخفاض الجهد الضريبي أم تضخم النفقات؟.
الجواب هو أن لدينا حكومة أكبر مما يتحمله الاقتصاد الأردني، فالمطلوب ترشيق أجهزة الدولة بالاعتماد على النوعية والكفاءة قبل العدد، خاصة وأن توسع الحكومة في التوظيف لا يعني أكثر من التوسع في البطالة المقنعة.
كل قرار مالي أو اقتصادي لتحقيق هدف مرغوب فيه اقتصادياً أو اجتماعياً ُينتج آثاراً جانبية غير مقصودة وغير مرغوب فيها، فليس هناك قرارات جيدة بالمطلق، فصانع القرار يوازن بين المكاسب والتكاليف، أو بين الإيجابيات المقصودة والسلبيات غير المقصودة. ومن هنا فإن كل قرار اقتصادي، وكل خطة أو رؤية يمكن أن تتعرض للنقد والمعارضة، بناءً على الآثار الجانبية غير المقصودة.

(الرأي 2014-11-08)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات