غضبة الفقراء.. وهيبة الوزراء!

تم نشره الأربعاء 27 كانون الثّاني / يناير 2010 08:51 صباحاً
غضبة الفقراء.. وهيبة الوزراء!
ماهر ابو طير

يعتصم عشرات عمال الزراعة ، امام وزارة الزراعة التي لا تريدهم ، لعدم وجود مخصصات مالية سنوية تبلغ اربعمائة وخمسين الف دينار ، ويُغلق هؤلاء جانبا من الشارع ، وتتصرف الشرطة بصبر كبير ، في توقيت حساس للغاية ، فلا تؤذيهم ولا تمنعهم ايضا.

حكوماتنا تجد المال لكل شيء. تجد المال لحفر الانفاق بالملايين ، وتجد المال لشراء سيارات فاخرة للوزراء ، وتجد المال لسداد فواتير الوقود لاساطيل السيارات الحكومية ، وتجد المال لانفاقه على كل شيء ، وحين يتعلق الامر بعمال فقراء من معان والكرك واربد ، يصبح المال قليلا ، ولا تتذكر وزارة الزراعة الانظمة والقوانين ، الا في هذه القصة.

الحكومة حسب رسائلها الاولية دخلت في مرحلة شد الاحزمة وتخفيض النفقات على جهات عديدة ، وواقع الحال يشي باجراءات صعبة جدا ، ستشمل كل شيء ، وقد نسمع عن اعداد اخرى ستخسر وظائفها ، خصوصا ، اذا تم اعتماد الصيغة الجديدة لموازنة البلديات التي ستحصل على حصص اقل من ضريبة البنزين ، وستضطر فوق خراب حالها ، الى ان تتراجع خدماتها ، وتصرف اعدادا من عمالها وموظفيها ، وهي قصة مُقبلة على الطريق ، خصوصا ، اذا اقرت الجهات الرسمية خفض حصة البلديات بصورته النهائية ، ووسط هذه الاجواء ، فان المؤكد ان العام الجاري هو عام الخسائر على مستوى الوظائف ، وليس عام فتح وظائف جديدة ، وفقا لما يتسرب حتى الان.

على الحكومة ان تُظهر قليلا من الرحمة تجاه العمال ، فمحافظات الجنوب والشمال ، تزحف تنمويا على بطنها ولا يحتمل الناس خسارة وظائفهم ، ولا يكفي ان يقال ان تعيينهم كان مخالفا للقانون ، فلو اردنا ان نُعدد مخالفات القانون لما انتهينا ، وقبل ايام تخذت الحكومة قرارات بتعيينات على مستوى الدرجة العليا ولم تستعن باللجنة التي شكلتها لهذه الغاية ، حتى لا نبقى نهرب من الجانب الانساني ، نحو الجانب القانوني الذي يخدم القضية التي تريدها هذه الجهة او تلك ، وايا كانت تبريرات وزارة الزراعة والدفع في ظهر المسؤولين لمزيد من الصلابة بحق هؤلاء ، فان خراب بيوتهم لا يرضاه احد ، ومن كان لا يُشغّلهم ، ويتهم بعضهم بأنهم يتلقون رواتب فقط ولا يعملون ، يتحمل مسؤولية عدم تشغيلهم ، وعليه ان يُشغلهم بدلا من تحول بعضهم لبطالة مقنعة داخل الوزارة ، على حد زعم من يزعمون.

الدولة ذات قلب. ولم تكن تاريخيا دون قلب. ولذلك فان حل مشكلة هؤلاء ليس اخر الدنيا ، والتشاطر على رواتبهم ومخصصاتهم ، لن يحمي اقتصاد البلد ، ولن يجعل النفط يتفجر في دار الحكومة ، او ملحقاتها ، وتوقف رئيس الحكومة عند القضية ، لا يجعله يبدو كمن تنازل عن قرار ، او خضع للجمهور ، حتى لا يبقى من يوسوس هنا او هناك ، بأن هيبة الحكومة على المحك في هذه القضية.

اغلقوا هذا الملف واعيدوهم الى اعمالهم ، ويكفي ناسنا ما هم فيه ، حتى لا يبقى يظن بعضنا ان كل الدنيا هي عمان الغربية ، فيما بقية المملكة عالم اخر بقصصه وحكاياته.

هيبة الحكومة من رضى الناس اولا واخيرا.

أليس كذلك؟.



mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات