القدس وسؤال الحرب الدينية
يتطوع بعض الكتاب والمثقفين العرب بوصف التطورات الأخيرة في فلسطين باعتبارها حربا دينية او مقدمه لحرب دينية، وكان الصراع في فلسطين بحاجة الى إعادة تعريف، ليس مطلوبا من العرب او المسلميين إعادة توصيف التطورات الاخيرة فهم لا يتحملون مسؤلية المسار السياسي للاحداث، من يتحمل المسؤولية عن نكبة فلسطين الغرب والكيان الاسرائيلي المتحكم بمسار الصراع الى الان، الاجابة على هذا التساؤل يجب ان يقدمه الغرب اساسا وقادة الكيان، وليس من الذكاء ولا الحكمة ان يتزاحم المثقفون والدعاة العرب والمسلمون بإعادة توصيفه لتنقل المعركة الى ساحتنا مره اخرى.
الكيان ومنذ نشأته حمل مسمى ذا مغزى ديني فإطلاق لفظ «اسرائيل» على الكيان الغاصب يحمل حمل دلالات دينية، فـ «اسرائيل» اسم لنبي الله يعقوب، والدوافع التي برر قادة الكيان من خلالها اغتصاب فلسطين دينية حولت ديانه تضم أعراقا مختلفة الى قومية تكمل بعدها جمع اتباع الديانة لينقلوا الى ارض فلسطين، المسار لايعرف التوقف اذ توج ذلك بمصادقة الكنيست الصهيوني على يهودية الدولة الصهيونية، فلماذا نتطوع بوصف الصراع بانه ديني فعلى من صنعوا هذا الكيان ان يقدموا لنا الوصف المناسب له.
ألم يجعل الصهاينة الحرم الابراهيمي هدفا لهم؟ الم يختصروا ويختزلوا وجودهم على ارض فلسطين بالسيطرة على المسجد الاقصى؟ العالم الغربي المتحضر مطالب بان يحدد ويوصف الكيان الصهيوني الذي دعمه وقدم له الوعود والعهود، سؤال اخلاقي على الغرب ان يجيب عنه، هل هو كيان فصل عنصري وصراع مع مستعمر يعتقد بتفوقه، ام انه كيان قائم على مقولات دينية ويخوض حربا مقدسة باسم الحضارة الغربية يبرر كل هذا الدعم والتأييد المطلق له؟.
«إسرائيل» في كلتا الحالتيين تمثل مشروعا فاشلا في المنطقه بات يمثل عبئا ووصمة عار على جبين الحضارة الغربية، الحضارة التي تتبنى قيما انسانية ذات طبيعة ديمقراطية وحقوقية، لا يعفينا ذلك من طرح تساؤل مهم يتعلق بصعود اليمين في اوروبا وامريكا، صعودا قد لايساعد على اعادة تقييم العلاقة بين العالم الغربي المتحضر والكيان الاسرائيلي؛ اي إننا سنبقى نواجه ذات المعضلة وهي باختصار الهروب المستمر للعالم المتحضر في الغرب من الاجابة على الاسئلة الجوهرية: هل هو نظام فصل عنصري ام حرب مقدسة؟ وكيف بالامكان مواجهة هذا التحدي والمأزق الاخلاقي؟، ليس مطلوبا من العرب ان يتطوعوا بالاجابة على هذا التساؤل او تفسير الظاهرة المسماه “ اسرائيل “ فالغرب هو المطالب بالاجابة، اما بالنسبة للفلسطينين والعرب والمسلميين فما يمارسونه هو دفاع عن النفس ومقاومة لمحتل غاصب احتل ارضهم وقتلهم وهجرهم واعتدى على مقدساتهم.
السبيل 2014-11-30