في غزة هناك من يموت بلا استئذان!
غزة تعيش أياما صعبة، رغم هدوء جبهات النار والحرب الا أنها،لا تزال تمر بوضع لا يمكن احتماله، فالبيوت التي هدمت بفعل قوة النيران الصهيونية، يعيش أهلها في ظروف غير معقولة وتحتاج الى وقفة جادة من أبناء الامة العربية والاسلامية.
لكم،أن تتخيلوا مأساة الاهالي الذين فقدوا بيوتهم خلال المنخفضات الجوية التي تمر بها المنطقة ولكم، أيضا أن تتخيلوا حجم معاناة الذين يعيشون في بيوت آيلة للسقوط،بفعل غياب أي بديل واقعي يمكنهم من الخروج من المحنة، وفعلا هناك بيوت سقطت بفعل الامطار.
وتقدر دراسة أعدها الباحث غازي الصوراني المنازل المدمرة بين عامي 2009 و2012 بـ 35,550 بين كلي وجزئي، وخلال حرب 2014 نلاحظ تزايد الهمجية النازية الصهيونية التي قامت بتدمير أكثر من 60 ألفا من الوحدات السكنية / بين كلي وجزئي. أما على صعيد تقدير الخسائر المادية، فبلغ خلال حرب 2012 ما يقارب 2,8 مليار دولار، في حين أنه خلال حرب 2014 بلغت التقديرات أكثر من 6 مليارات دولار.
ترى هل تعني هذه الارقام شيئا، لن ندخل في معاناة الجرحى وذوي الشهداء لكننا سنبقى في معطى الارقام والواقع المعيشي الصعب، الالاف فقدوا وظائفهم وغيرهم من الالاف لا تزال رواتبهم مجمدة او تبحث عن حلول تتعامل مع رغبات الاحتلال وقيوده.
نحن إذن، أمام أوضاع معقدة في مجابهة شروط العدو الاسرائيلي وشروط الدول المانحة من ناحية وفي حرصنا على ايجاد الحلول الكفيلة بإنهاء معاناة أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، الذين دمرت بيوتهم ومصانعهم ومزارعهم من ناحية ثانية، إلى جانب النضال من أجل انهاء حصار قطاع غزة الذي بات سجناً كبيراً بلا سقف.! مطلوب من الدول العربية وقوى المجتمع المدني والمنظمات والاحزاب والسلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة الدخول في إجراءات عملية توفر اليات الضغط المناسبة لتوفير التوقيت المناسب للبدء في عملية الاعمار،بعيدا عن القيود الصهيونية وتحفظات المنظمات الدولية،وتلبية مطالب الناس الذين قدموا كل قصص الصمود والبطولة والقدرة على التحمل لدفعهم نحو أفاق مريحة،تخرجهم من ظلمات الويل والدمار والموت البطيء في سجن مفتوح على مصراعيه،ويموتون بلا استئذان.
علينا أن لا ننسى أنهم بشر، ولهم شروط للحياة واستحقاقات يومية، وعلينا ان نتذكر مع كل لقمة سائغة تمر في منازلنا أن هناك من لا يجدها ومع كل معاناة مع الشتاء والمنخفضات القادمة أن هناك من يصل الى مرحلة الغضب والانفجار عند قدوم رحمة السماء في وقت لا ترحمه الارض ولا أهلها.
الدستور 2014-11-30