التنمية على أصولها

تم نشره الإثنين 01st كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:58 صباحاً
التنمية على أصولها
فهد الخيطان

بعد خمس سنوات بالتمام والكمال على الإعلان عن إقامة منطقة تنموية خاصة في محافظة عجلون، ماتزال الجهات الحكومية تبحث عن قطعة الأرض المناسبة للمشروع، ولم توفق حتى يومنا هذا!
خمس سنوات تعني 1825 يوما من البحث عن قطعة أرض في محافظة تعد ثاني أصغر محافظة في الأردن بعد جرش، ولا تزيد مساحتها عن 420 كم مربع، ومع ذلك يعجز عباقرة المناطق التنموية الخاصة عن اختيار قطعة الأرض المناسبة.
عجلون، أجمل المحافظات الأردنية، وبحكم طبيعتها السياحية، فإن أغلبية المواطنين يعرفونها عن ظهر قلب. ويستطيع أي مواطن أن يزور مختلف مناطقها في أقل من يوم واحد، ويعود إلى بيته قبل مغيب الشمس.
في البداية عهد أمر إقامة المنطقة التنموية لشركة تطوير عجلون، ثم تقرر لاحقا دمجها مع شركة تطوير البحر الميت تحت اسم الشركة الأردنية لتطوير المناطق التنموية.
بعد رحلة الفك والتركيب هذه شكلت الحكومة لجنة من "عتاولة" المسؤولين في كبريات المؤسسات والهيئات الحكومية للبحث عن قطعة الأرض المناسبة لإقامة المنطقة التنموية، وتم بالفعل تحديد 7 قطع مقترحة.
استغرق مثل هذا العمل الشاق أياما ولياليَ طويلة؛ فعجلون التي نعرفها غير تلك التي تبحث فيها اللجنة العتيدة.
يوم أمس زف لنا الزميل طارق الدعجة خبرا سارا في"الغد"؛ فاللجنة الحكومية بلغت مرحلة متقدمة في عملها، فقد شرعت في"دراسة" اختيار قطعتين من القطع السبع المقترحة، تمهيدا لاختيار واحدة للمشروع. كم ستحتاج من الوقت في هذه الدراسة؟ الله أعلم، ربما خمس سنوات أيضا. فالشركة حسب تقرير الزميل الدعجة سترفع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تقريرها إلى مجلس الوزراء حول قطعة الأرض المناسبة للمشروع. لجان مجلس الوزراء بدورها ستدرس تقرير اللجنة، وقبل ذلك الوزير المختص، وكبار مساعديه.
وخلال هذه الرحلة الطويلة للتقرير بين مكاتب المسؤولين، قد يحصل تعديل وزاري مثلا "يطير" فيه الوزير المختص، ويأتي وزير جديد لا تعجبه الدراسة الموجودة، فيطلب إعادتها من جديد.
المهم في الموضوع أننا وبعد خمس سنوات على إطلاق المشروع مانزال في مرحلة الدراسة؛ دراسة اختيار قطعة الأرض المناسبة. فكم من الوقت نحتاج إذا لتنفيذ البنى التحتية، وجذب الاستثمارات، إن كان هناك أصلا استثمارات يمكن جذبها بعد كل هذا الانتظار.
على كل حال ليس هناك من مبرر لغضب وعتب أهالي عجلون من هذا التأخير في إنجاز المشروع. فالمناطق التنموية لم تعد فكرة جذابة كما كان حالها في البداية. والتجارب الحية في معان وأربد والمفرق خفضت من سقف التوقعات حيال نجاعة هذا النهج في تحقيق التنمية، وخلق فرص العمل والتخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة في تلك المحافظات.
لكن كان يمكن لتجربة جديدة في محافظة واعدة مثل عجلون أن تقدم مثالا مختلفا يغير الانطباع السلبي عن تجربة المناطق التنموية. فما يتوفر لعجلون من ميزات سياحية وزراعية، كفيل بأن يجعل حياة سكانها أفضل مما هي عليه حاليا، حتى بدون منطقة تنموية على قطعة أرض صغيرة؛ فالمحافظة برمتها مخزن للتنمية.

الغد 2014-12-01



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات