اجراءات لتخدير الازمة

تم نشره الأربعاء 03rd شباط / فبراير 2010 09:28 صباحاً
اجراءات لتخدير الازمة
سلامه الدرعاوي

ما تعرض له الاقتصاد الوطني من نكسات خلال العقدين الماضيين كان نتيجة واضحة للفشل الذي آلت اليه السياسة الاقتصادية الرسمية في احداث معالجات للاختلالات المزمنة التي تعاني منها الخزينة والاكتفاء باجراءات "مخدرة" من دون النظر الى سبب المشكلة الاساسي.

ازمة الدينار سنة 1978 كانت وليدة التخبط الرسمي في الانفاق لدرجة "الهلع" من دون الاخذ بعين الاعتبار معطيات الوضع الاقليمي التي انعكست تداعياتها سلبا على المنح المنتظرة للمملكة من جهة وعدم اقتناع المسؤولين بانفاق معتدل يتواءم مع ايرادات الدولة, ليجد الاقتصاد الاردني نفسه تحت التصفية نهاية عقد الثمانينيات.

اما ازمة الاقتصاد الراهنة اليوم والتي بدأ المواطن يشعر بتداعياتها فهي تعود تقريبا الى ما بعد حكومة علي ابو الراغب تقريبا عندما بدأ مسلسل الانفاق يتنامى بشكل متسارع متجاوزا النمو الاقتصادي الحاصل, لنجد الاقتصاد الوطني امام فجوة كبيرة في تمويل النفقات وصل الى الضعف, وهنا بدأ الاعتماد يتزايد على الاقتراض والعودة من جديد الى مسلسل المديونية التي هي اساس العلة الاقتصادية, لا بل ان خطرها اليوم في تزايد بعد ان تجاوز سقفها قانون الدين العام وهو 60 بالمئة, والخطورة تكمن في ان الحكومة استخدمت عوائد التخاصية لسداد جزء من ديون نادي باريس من دون ان تمتلك خطة لمعالجة المديونية بشكل عام, وهو امر لاحظناه بعد شهور قليلة حيث عادت مستويات الدين للارتفاع بعد ان ظن الاردنيون انها انخفضت, ولقد قفزت اليوم الى مستويات غير آمنة على الاطلاق وبات حجمها يقترب من حاجز الـ 15 مليار دولار وهو الاعلى في تاريخ المملكة.

علينا ان نعترف ان مسألة الاستقرار المالي كانت موجودة في الاقتصاد الاردني خلال فترات العمل ببرامج التصحيح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي خلال الفترة من 1989 - ,2003 ورغم التداعيات السلبية الاليمة التي افرزتها البرامج على صعيد الامن الاجتماعي للاردنيين وازدياد معدلات الفقر والبطالة, الا انه على الصعيد المالي للخزينة كان الوضع مستقرا وغير مقلق كما هو عليه الآن.

الملاحظ ان الحكومات الاردنية خلال السنوات السبع الماضية تركت ادارة الشأن الاقتصادي الى مزاجية اشخاص من دون ان يكون هناك عمل مؤسسي, وهنا ظهرت الاجتهادات الشخصية لتحل محل العمل المخطط البرامجي, ونتيجة التقلب في العمل العام وسرعة انتقال الاشخاص من مكان لآخر تعرضت ادارة الاقتصاد الوطني لازمة هوية, وتعاقبت المبادرات تلو الاخرى, وبات الفشل هويتها جميعا بلا استثناء, لانها كانت مناطة بأشخاص وليس بمؤسسات.

الاردن اليوم بحاجة الى اعادة الروح لمؤسساته الرسمية الدستورية, فلا يجوز للاقتصاد الاردني ان يبقى اسيرا لمزاجية اشخاص خدمتهم الظروف لتولي المسؤولية, والعمل الاقتصادي المؤسسي لا يكون فاعلا وناجحا من دون ان تكون هناك برامج تنموية على المستوى الوطني.

للأسف ان الاقتصاد الاردني أُبتلي بفئتين "ضالتين" خلال السنوات الاخيرة تناحرتا فيما بينهما على اقتسام كعكة النفوذ والامتيازات من دون النظر الى مصلحة الاردن, هو ما اصطلح على تسميتهم بالليبراليين الجدد وآخرين اطلق عليهم الرجعيين, والحقيقة انه لا يوجد لدينا اي وصف لهؤلاء المسؤولين, الذين تجمعهم في الحقيقة اعمال يدور حولها شبه الفساد فقط.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات