العنف في الجامعات والفراغ الفكري
ظاهرة العنف في الجامعات، أصبحت حالة مستعصية، وظاهرة متكررة، يوميا وإسبوعيا ولا حلول سواء على صعيد الجامعات أو على صعيد الدولة، رغم أبعاد تأثير هذه الظاهرة على مسيرة التعليم الجامعي، وعلى سوية الخريجين ومستقبلهم.
تكرار الحالة يفرض على أساتذة الجامعات والقوى الطلابية والمجتمعية مسؤولية التفكير معا بعمق حول الوسائل المتاحة للخروج من هذه الازمة وتداعياتها دون إبطاء أو تأخير، حرصا على سلامة البناء الاجتماعي والنسيج الوطني في ضوء نمط الخلافات التي تقع وإفرازاتها وأحيانا الامتدادات التي تمر بها، وخاصة فيما يتعلق بالبعد العشائري.
ويغيب عن ذهن الكثيرين، حالة الفراغ الفكري التي تمر بها الشريحة الطلابية، في الجامعات بعد تقديم البعد الامني على البعد السياسي، لا يعقل أن تستمر حالة الفراغ لأنها هي التي تقود حتما للردة والخلافات وعودة البعد العشائري بدل البعد المدني والسياسي.
لا بد من التفكير مجددا بتغليب البعد السياسي والسماح بانخراط الغالبية العظمى من الطلاب في إطار حياة سياسية منظمة عبر البرامج الحزبية الموجودة على الساحة وفي واقع تنظيمي حقيقي يقوم على التنافس الحزبي والبرامجي، الذي يغذي الحالة الفكرية لدى الطلبة ويجعل لديهم أولويات اخرى غير نمط الاولويات السائدة حاليا.
الخلاف الفكري والبرامجي القائم على أساس حزبي يرتقي بسوية الطلبة ويرقى بخلافاتهم ويجعلها تصب في إطار منظم يقوم على الفكر والاحتواء والعمل التنظيمي والقدرة على الابداع والتأثير في المسيرة التعليمية ويوفر في الحياة العامة شبابا واعدا قادرا على الابداع والقيادة.
لا حل سوى الحل السياسي للخروج من حالة «السلوك العدواني» التي تعد من «اخطر المشكلات التي تواجه الوسط الجامعي» بمكوناته المختلفة، حسب دراسة حديثة حيث يلجأ البعض للعنف حين يعجز العقل عن الإقناع ويبدأ بعجزه عن الادراك والفهم وذلك حين يعجز العقل عن ممارسة عمله الأساسي الإحاطة بالأشياء التي حوله والعلاقات بينها فثمت عجز عن العلم والفهم مما يؤدي إلى انغلاقه وفي انغلاق العقل تنطق اليد، وتسود الردة ولغة الانحطاط وتنهار القيم الفضلى التي نطمح أن تكون هي طريق الشباب نحو المستقبل الواعد الذي ينتظرهم..!
الدستور 2014-12-07