الفيصلي.. وقفة تأمل
بداية لست مع أو ضد إدارة النادي الفيصلي وكذلك الأمر موقفي بالنسبة للمعارضين.
اقول ذلك حتى لا يتم خلط ما سأكتب وتحميله عكس ما يحتمل، فالفيصلي يعيش حاليا أزمة حقيقية ربما لم يعتد عليها محبو الفريق على صعيد النتائج والاداء الا في الموسم 1980، عندما حل الفريق سابعا وكان من بين الفرق المهددة بالهبوط.
مشكلة الفيصلي نتاج أخطاء متراكمة يتحمل الجميع مسؤوليتها، بدءا من وزارة الشباب والرياضة قبل أن تتحول إلى تسمية المجلس الأعلى للشباب، ومرورا بادارات النادي المتعاقبة، واخيرا بجماهير الفريق وعدد قليل منه يمثل الهيئة العامة.
لو أن نتائج فريق الفيصلي ممتازة على الصعيدين المحلي والخارج، لما خرج صوت معارض لادارة النادي، رغم أن بعضا من السياسات الخاطئة في النادي تمارس منذ عقود طويلة و"تحت الشمس"، بدون أن يجرؤ أي من المسؤولين في وزارة الشباب أو المجلس الأعلى على ابداء معارضته، فالهيئة العامة لناد كبير وعريق تأسس في العام 1932 ما تزال اقل من 200 شخص، وثمة مئات الآلاف من محبي الفيصلي يرغبون في أن يكونوا ضمن الهيئة العامة، لكن باب العضوية مغلق مع أن ذلك معارض للأنظمة والتعليمات، وبالمناسبة هذه الصورة السلبية ليست حكرا على الفيصلي فقط، فثمة أندية كثيرة تعاني من عدم فتح باب العضوية، وتجرى انتخاباتها الإدارية على شكل "مسرحيات سيئة الاخراج"، لأن ممثلي المجلس الأعلى لا يستطيعون تنفيذ القانون على جميع الأندية بذات الدرجة، فثمة أندية كان الموظفون او "العمال العرب" يرفعون ايديهم عند المناداة على الاسماء بدون التدقيق في الهويات خلال الاجتماعات الانتخابية، كما يحصل في أندية اخرى عندما يتم التضييق على أعضاء هيئاتها العامة بشتى السبل عند اجراء الانتخابات الحقيقية، ويتم التدقيق في الهويات والسجلات الانتخابية كما يجب!.
ماذا يفعل المجلس الأعلى للشباب... أخباره كل يوم في الصحف والتلفزيون... نشاطات لا تحصى وبعضها لا مبرر له سوى زيادة في الانفاق.
أين هو من دوره الرقابي على الأندية.. يتذرع دوما بمقولة "الأندية هيئات أهلية يتم ترخيصها بقرار من المجلس الأعلى للشباب، لتمارس نشاطا رياضيا ثقافيا اجتماعيا وفقا لنظامها الداخلي المعتمد من المجلس"، فلا يمارس رقابة حقيقية على الأندية ويتدخل لفتح باب العضوية عنوة طالما أن ادارات بعض الأندية تغلق الابواب والنوافذ، ولا يدقق في الحسابات المالية بشكل سليم، رغم أن من حق ديوان المحاسبة التدخل في هذا الامر، طالما أن الأندية تحصل على جزء من إيراداتها من خلال دعم حكومي يقدم سنويا لها من خلال المجلس الأعلى للشباب.
سيقف عدد من محبي الفيصلي يوم غد أمام مجلس النواب، معترضين على حال فريق الكرة الذي يمثل لهم رمزا يفوق دوره الرياضي، لكنهم يجب أن يدركوا جيدا بأنه ليس في مقدور النواب حل المشكلة او دعم الفريق بعدد من النقاط.
مشكلة الفيصلي مسؤولية مشتركة تتحملها اطراف عدة، وصدق من قال أن خسارة حقيقية افضل من فوز زائف، فتلك الخسارة ستفتح الملفات بكل جرأة، في حين أن الفوز سيبقي الالسنة ساكتة عن الكلام المباح وغير المباح.
ترى هل تجرأ عضو في إدارة الفيصلي أو هيئته العامة أو من جمهوره ذات يوم وقال للإدارة أنت أخطأت هنا وأصبت هناك.. مسكينة إدارة الفيصلي لم تجد من ينصحها أو يدلها على موطن الخلل، فالخوف أسكت الالسنة وراكم الاخطاء... لعل المستقبل يحمل انفراجا للأزمة.
الغد 2014-12-08