حزب الحداثة والعروبة والمستقبل في تونس
أفرزت الانتخابات الجديدة في تونس الشقيقة قوى حية ومؤثرة، سيكون لها حضورها ووزنها في الحياة السياسية العامة، ومن الاحزاب التي لفتت انتباهي اليها صديقة تونسية محامية وناشطة في الحياة العامة، هو حزب آفاق تونس.
ويتوقع نشطاء الحياة العامة في تونس ، أن يتجذر حضور هذا الحزب في الحياة العامة ، لأنه حزب يسعى لدخول المستقبل على قاعدة توسيع المشاركة وصياغة عقد جديد من خلال إعادة صياغة تعريف المواطنة.
وقد دفعني للحديث عن هذا الحزب، شعوري بمدى الحاجة الضرورية في الحالة الاردنية الى حزب مثيل يكون قادرا على استقطاب أجيال الشباب ،وتنظيم صفوفهم وإعادة تفعيل دورهم في الحياة العامة، على قاعدة المشاركة والمواطنة، بعيدا عن التخندق المسبق والافرازات الجهوية.
وقد ساهم اطلاعي على أدبيات هذا الحزب الذي حقق المرتبة الخامسة في الحياة العامة السياسية الجديدة في تونس وأتوقع له من خلال ما تيسر لي من معلومات حول دوره والقواعد التي يمثلها التي تؤمن بالتزاوج الفطري بين التوجهات العروبية الحداثية والاسلام الحقيقي القائم على روى السماحة والشورى وفهم روح العصر بان يكون له مستقبل جيد.
لكن في حالتنا الاردنية نحتاج ابتداء الى حسم الخيار الاصلاحي، بكل وضوح بعيدا عن الهواجس التي يتم إثارتها وضرورة الايمان بأن لا خيار للدولة الاردنية في إعادة بناء الدولة الا على قاعدة التعددية والمشاركة السياسية القادرة على إعادة إنتاج المجتمع المدني بصورة فاعلة .
من تونس باكورة الزمن العربي الجديد أتمنى أن ننجح في الاستفادة من تجربة الاحزاب الجديدة ، في خلق حياة حزبية فاعلة، فقد أسهم الشعب التونسي بتقديم حزب نداء تونس كحالة انتقالية وصولا الى بناء حياة حزبية جديدة ،كما نجحت النهضة في قراءة المشهد السياسي جيدا، ونجحت في قراءة التجربة المصرية بصورة أكثر كفاءة ونضوجا.
ويقول ياسين ابراهيم ، رئيس حزب افاق تونس وهي رسالة مهمة لكل العاملين في الحياة الحزبية «نجحت تونس في إضافة صفحة جديدة مضيئة لتاريخها ،إن النتائج التي حصل عليها حزب افاق تونس لم تكن محض صدفة أو مفاجئة، بل هي نتيجة طبيعية لعمل ومجهود جبار لمئات من مناضلي الحزب ومسانديه من كل الأعمار ومن مختلف الشرائح الاجتماعية منذ أن تم إطلاق الحزب، لأنهم اثبتوا أن العمل المثابر يؤتي أكله ولو بعد حين ولأنهم امنوا بالمشروع الاقتصادي والاجتماعي لحزب افاق تونس الذي نرنو من خلاله بلوغ أرقى الدرجات بتونسنا».
لا خيار للشعوب العربية سوى دخول المستقبل على قاعدة المشاركة الحزبية الديمقراطية وتجذر الايمان بالحياة الحزبية ..!
الدستور 2014-12-08