حروب اسرائيل
يدي على قلبي من هذا العام: فالغيم الاسود يؤشر على صاعقة ستحل على هذه المنطقة ، ان لم تنفجر ضد لبنان وحزب الله ، ستنفجر ضد غزة ، وقبيل ان تنفجر ضد ايران ، فان اذرعها سيتم تقطيعها ، على ما يبدو.
كل المؤشرات تقول لك ان هذا العام صعب ودموي. وان صاعقة ستقع ذات لحظة ، والكل يتكهن ، غير ان مناورات اسرائيل ، وغواصاتها في الخليج العربي ، ونصب صواريخ في الخليج العربي مضادة للصواريخ والطائرات ، والمعلومات التي تقول ان واشنطن وتل ابيب قررتا اغلاق كل الملفات المزعجة هذا العام ، امر يدعو للقلق بشدة ، خصوصا ، مع المعلومات التي تؤكد ان اسرائيل قررت ازالة المسجد الاقصى حماه الله ، قبيل نهاية شهر ايار ، على ابعد تقدير.
لن يمر هذا العام على خير. فما هو مؤكد ان هناك شيئا غامضا يجري في الافق ، بين جبهات العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ، وايران ، الشيء الغامض تشي به معلومات ومؤشرات ، على ان هناك طبخة يجري الاعداد لها ، سيتم تنفيذها على مستويات مختلفة قبيل نهاية ايار ايضا. محللون يعتقدون ان واشنطن وتل ابيب قررتا كم اسلفت قطع اذرع ايران ، ثم التفرغ لايران ، ولذلك لن يكون غريبا مهاجمة لبنان وقطاع غزة في توقيت واحد ، وما قاله رئيس الوزراء الفرنسي لسعد الحريري حول ان فرنسا تضمن عدم تضرر البنى التحتية اللبنانية اذا وقت حرب ، يعني ان لبنان مقبل على حرب ، وان المطلوب رأس حزب الله ، باعتباره يد ايران الضاربة ، ولا يستبعد محللون ان تكون الحرب في توقيت واحد ولمدة قصيرة ، ضد حزب الله وحماس ، لانهاء وجودهما ، قبيل الدخول الى حرب ضد ايران.
جبهة العراق التي تخيف الامريكيين ، في هذه المعادلة سيتم اللعب عليها ببساطة. اذا ان الحرب على حزب الله وحماس ستكون اسرائيلية فقط ، ولن تدخل امريكا طرفا معلنا ، لان دورها سيأتي فيما بعد في الضربة الكبرى ضد ايران. ارتدادات الضربة على ايران واسعة ومتعددة. غير انهم يريدون ضمانة واحدة بأن يكون حزب الله مشلولا ، وحماس خارج القدرة على اطلاق رصاصة. السيناريوهات كثيرة. ولا احد يعرف على وجه الخصوص كيف ستجري المحرقة المقبلة ، لهذه المنطقة. علينا ان نضع ايدينا على قلوبنا اذا تعمدت اسرائيل تنفيذ تفجير او اختطاف ضد مصالحها ، وتجيير هذه الخطوة على حساب حزب الله او حماس. الواضح ان اسرائيل خرجت من مرحلة الرسائل السياسية الى مرحلة الرسائل الميدانية بمناوراتها الاخيرة ، وهي رسائل ليست للعشاق ، بقدر اعلان النوايا ، وتجهيز المجتمع الاسرائيلي لحرب مقبلة.
اسرائيل تستطيع بدء الحرب ، ولا احد يضمن النهاية ، لان هناك دروسا كثيرة تثبت ان اشعال النار ليس مثل اطفائها. ما يهمنا نحن ان لاتقع حرب ، وان لا نشهد خرابا فوق الخراب ، وان لا يحل البلاء بهذه المنطقة ودماء الغزيين واللبنانيين لم تجف بعد ، بعد اخر حربين. اسرائيل تطبخ طبخة في الظلام ، وقلة تستشعر ما يجري ، غير ان الشهور المقبلة صعبة وصعبة جدا وخطيرة على منطقتنا.
حرب في الظلام ، ستتحول الى حرب الى العلن ، ومن يعش ير؟.
mtair@addustour.com.jo