صيحات الحرب العدائية..!!
تتوالى التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية ضد لبنان ، ولا تقتصر التهديدات هذه المرة على حزب الله لأن قادة الكيان الصهيوني يؤكدون ان الحكومة اللبنانية الحالية التي يتمثل فيها حزب الله هي المسؤولة عن عدم نزع سلاح حزب الله وانهاء المقاومة في جنوب لبنان ، وحتى لو كانت هذه التهديدات تهويشاً وابتزازاً وغطرسة واستعراض عضلات ، الا انها تقلق كل اللبنانيين الذين يدركون ضمنياً ان اقدام اسرائيل على مغامرة عسكرية ستكون عواقبه وبالاً على اسرائيل بعد الهزيمة الكاسحة والجارحة التي تلقتها بعد حربها على لبنان في تموز 2006 ، لكنهم يتخوفون من ضربة يائسة للبنان،،
ما تقصد اسرائيل التهيب به هو انها هذه المرة ستقوم عبر الطيران بتهديم كل البنية التحتية في لبنان ، وهي لا تحسب اي حساب لأي معانْ وقيم انسانية ، وكذلك فان حساباتها السياسية الدولية تقوم على ضمان مباركة امريكية واوروبية لأية جريمة ترتكب بحق لبنان واحتمالات ان تتوسع لتكون حرباً أوسع في المنطقة،،
وعندما يصرح وزير خارجية سوريا قائلا بأن أية ضربة لسوريا او لجنوب لبنان سترد عليها سوريا ولن تكون المدن الاسرائيلية بعيدة عن مرمى الصواريخ هذه المرة فان الجديد هذه المرة هو ان هنالك التزاماً سورياً بالرد اذا ما تعرض لبنان لضربة عسكرية اسرائيلية.
المؤكد ان سوريا لا تريد الحرب والرسالة الموجهة لفرنسا عبر مبعوثها الذي زار سوريا هذا الاسبوع حملت الرغبة السورية بالسلام حيث طلبت سوريا ان تنضم فرنسا لتركيا لانجاز تسوية مع اسرائيل ، ولبنان من جانبه الذي اتصل مع فرنسا وتركيا وطلب منهما بذل جهود لوقف أي تهور اسرائيلي كان يقصد اسماع العالم بأنه عبر كل نشاطه السياسي بما في ذلك أحاديثه مع المبعوثين الامريكيين الذين كثفوا زياراتهم للبنان في الآونة الاخيرة ظل لبنان يردد مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في منع أي شكل من اشكال الحرب ، لكن اسرائيل المدللة من قبل الغرب لا يسمع الغرب تهديداتها وهو وفق النهج المستمر للتواطؤ الغربي مع المشروع الصهيونية لن يحرك ساكناً أمام أي حرب تدميرية تطال لبنان او غيره في المنطقة فاسرائيل فوق القانون الدولي والشرعية الدولية ، وصيحات الحرب التي تطلقها لا تلامس آذان من يدعون التحضر والانسانية.. الخ.
ما يطمح اليه المشروع الصهيوني في هذه المرحلة هو حرب واسعة تطال ايران وتصفي قوة ايران العسكرية وبرنامجها النووي وكذلك بنيتها التحتية عبر تسخيرها لاميركا لشن هكذا حرب على ايران ، واستكمالا لذلك تريد اسرائيل توجيه ضربة عسكرية بغطاء امريكي للبنان وسوريا ولقطاع غزة وبشكل صريح وواضح تعلن اسرائيل انها مصممة على انهاء أي شكل من اشكال المقاومة او الممانعة او الاعتراض ، ولا تريد ان تكون مع العرب والمسلمين أية ورقة في المعادلة السلمية لأن اسرائيل لا تريد سلاما بل فرض الاستسلام ولا تريد تسوية بل تريد تصفية. كل هذه المعطيات تضع الامة امام منعطف خطير بدأ بتدمير العراق كقوة ممانعة ، وحلقاته المطلوب اكتمالها عبر نزعة الشر والعدوان التي تهدف الى اسقاط كل الاوراق بما يسهل فرض التصفية،،.