«اليوروبوندز» رفع الاحتياطي الاجنبي لـ «المركزي»
ارتفع الاحتياطي الجاهز من العملات الاجنبية لدى البنك المركزي فوق مستوى 14 مليار دولار، وهذا الارتفاع يبث برسائل مطمئنة الى المستثمرين ومؤسسات التمويل الدولية بأن الاردن استطاع ان يعزز الاوضاع النقدية بشكل مريح، وبلغ سبعة اشهر لتغطية مستورداته من السلع والخدمات، وهي من افضل المستويات خلال العقود القليلة الماضية، واستقرار ايجابي لسعر صرف الدينار مستندا الى متانة السياسة النقدية من جهة، وتثبيت سعر الصرف مع الدولار الامريكي الذي حلق خلال الاشهر الماضية مقابل العملات الرئيسية لاسيما امام اليورو والين الياباني من جهة اخرى.
الاسباب الرئيسية التي ساهمت في تعظيم الاحتياطي الجاهز من العملات الاجنبية هي، الاقتراض الخارجي الذي يتمثل في اصدارات الـ « يورو بوندز»، والدفعات الجديدة من قرض صندوق النقد الدولي، وقروض اخرى من مؤسسات تمويل ومانحين دوليين، وتحسن المقبوضات السياحية، وتحويلات المغتربين، وهذا في كفة، والكفة الثانية تتمثل في انخفاض فاتورة مستورداتنا النفطية خلال الستة اشهر الماضية جراء الانخفاض العالمي لاسعار النفط ومنتجاته التي عملت إبطاء نقل العملات الاجنبية لتمويل المستوردات.
ان تحقيق درجة نمو مريحة للاحتياطي من العملات الاجنبية يتطلب الاهتمام بالصادرات الوطنية وتشجيعها، وتوفير بيئة ملائمة للصناعيين لانتاج وتصدير سلع الى اسواق التصدير التقليدية وارتياد اسواق جديدة، وتحسين منتجاتنا السياحية وتقديم حوافز وتسهيلات امام حركة السياحة الى المملكة وتوظيف المخزون السياحي الاردني الكبير والمتنوع، وعدم الاكتفاء بما نحققه فالسياحة منجم لاينضب، ولدينا امثلة كبيرة في دول الاقليم والعالم منها على سبيل المثال دبي وتركيا واسبانيا، وفي هذا السياق فأن الاردن جذاب امام السياحة العربية والاجنبية، وان المسؤولية تقع على عاتقنا اولا واخيرا.
في اسواق دول الخليج العربي نجد قبولا واستحسانا للمنتجات الاردنية، وان السلع الاردنية توضع على الارفف في المولات و»السوبرماركت»، وان من موقع الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي نتحدث عنه كثيرا ولا نقدم له الكثير، فالحاجة تستدعي تأسيس شركات تسويق عمادها الاساسي القطاع الخاص وبدعم وتسهيلات القطاع العام لخوض غمار جهود تسويقية نوعية، فالاردن لديه الكثير لتقديمه لاسواق التصدير، فالموارد البشرية هي المحرك الرئيسي للتنمية باعتبار الانسان صانع التنمية وهدفها في نهاية المطاف.
هناك دول كثيرة مماثلة لعدد السكان ونقص الموارد الطبيعية، ومع ذلك نجدها استطاعت تقديم امثلة رائعة في التقدم بالاعتماد على الانسان، وتوظيف مرفقي العلم والتقنيات الحديثة وقدمت تجارب تحتذى منها سنغافورة وايرلندا ودبي ...الاردنيون قادرون على ذلك ...عندها سنجد الاحتياطي الجاهز من العملات الاجنبية تضاعف عدة مرات بدون قروض ومنح وانما من انتاجنا وصادراتنا.
الدستور 2014-12-09