عبقرية جلال عامر
أعلن على رؤوس الأشهاد بأنني مأخوذ بالكاتب المصري الساخر جلال عامر الذي توفي قبل عامين تقريبا، بعد أن أصيب بنوبة قلبية لأن المتظاهرين في مصر اشتبكوا ببعضهم، فلم يستطع أن يتحمل فكرة ان تشتبك القوى الوطنية ببعضها، بينما تتشفى بهم السلطات الحاكمة آنذاك. وكم تمنيت لو تعرفت إليه شخصيا قبل وفاته..انه كاتب استثنائي بحق، لديه قدرة عبقرية على الاختصار...خسرناه تماما.
خسرناه، نعم، لكنه ترك لنا تراثا جميلا من السخرية المؤثرة، وهذا ما دفعني للحصول على كتبه، لكني لم احصل حتى الان سوى على كتابين، صدر احدهما بعد وفاته بمجهود من عائلته واصدقائه، وهو كتاب (قصر الكلام)...يعني الكلام القصير، وليس كلام القصر كما قد يبدو.
لم استطع مقاومة اغراء ان اكتب لكم بعض العبارات المذهلة التي ابتكرها الرجل، ونقلتها خلال مطالعتي لكتبه، متخليا عن كتابة مقالتي لهذا الأسبوع، لصالح ان تشاركوني التمتع بعبقرية الرجل...وسامحوني اذا لم تعجبكم، لكنها بالتأكيد افضل مما كنت سأكتبه لكم:
- في العالم العربي، التأمين على الإنسان اختياري، والتأمين على السيارات إجباري.
- نحن لا نفرق بين معارض الحكومة ومعارض السيارت.
- لا أريد عودة الذين هربوا بأموال البنوك، أنا اريدهم فقط ليتطعموا ضد الحصبة مثلنا، ويمشوا تاني.
- أربعة اخماس البرلمان حزب حاكم، واربعة اخماس الهواء نيتروحين خامل.
- في مصر، أصحاب السفن يوفرون السمك للمواطنين، وأصحاب العبّارات يوفرون المواطنين للسمك.
- نحن أول من عرف المعارضة عندما قلنا (ما أشربش الشاي..أشرب آزوزة أنا).
- تحيا مصر...تحيا مصر على المعونات.
- النيل يصب في مصر، ومصر تصب في سويسرا.
- ليس عندي عقار، غير عقار الروماتيزم.
- استمرار لظاهرة التدين الشكلي عندنا، اصبح معظم سائقي السيرات يشغّلون أشرطة القرآن الكريم، ولا يشغّلون العداد.
- صحيفة الحزب الوطني، هي اول صحيفة في العالم عدد قرائها اقل من عدد محرريها.
- خادم القوم سيدهم، لذلك اصبحنا سادة العرب.
- اذا الشعب اراد «الحياة» و»دريم» و»المحور»...فلا بد أن يستجيب الريموت.
- ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل من يسرق(يقال) من منصبه.
- كان نفسي اطلع محلل استراتيجي، لكن اهلي ضغطوا علي مشان اكمل تعليمي، طمعا بالوجبة المدرسية المجانية.
- كلنا أبونا آدم، الا الحكومة،أبوها (آدم سميث).
- أرى لو طبقنا حد السرقة، فلن يجد معظم المرشحين يدا يسلمون بها علينا اثناء الانتخابات.
- الذي يمسك العصا من الوسط، ينوي ان يرقص لا أن يرفض.
- نحن ديمقراطيون جدا، نبدأ نقاشاتنا بتبادل الأراء في السياسة، وننتهي بتبادل الآراء في الأب والأم.
- في مصر لا توجد محاسبة، الا في كلية التجارة.
- يا ريت يا ريّس(يقصد مبارك) بدل ما قصفت اسرائيل وحكمتنا، يا ريت قصفتنا وحكمت اسرائيل.(بتصرف)
- عشق الماضي جعل الفرق بيننا وبين «غرينتش» ليس مجرد ساعتين، بل قرنين، بانتظار عودة رفاعة.
انتهى الاقتباس.
الدستور 2014-12-09