المعادلة والتطبيع!
من المؤكد أن واشنطن لا تريد من السلطة الوطنية مصالحة حماس!!.
ومن المؤكد أن طهران لا تريد أيضاً من حماس مصالحة السلطة!!.
هذه المعادلة نستطيع فهمها أكثر بعد زيارة شعث إلى غزة، واستقباله فيها استقبالاً غير عادي، وتصريحاته التي اخرجت الزيارة من محتواها العادي وأكدت أنها زيارة أمر بها الرئيس عباس، وطلبتها مركزية فتح، فتصريحات الرجل في غزة تكشف أن قيادة حماس في غزة مستعدة لتوقيع ميثاق المصالحة في القاهرة، وأن قيادة حماس في دمشق لا تريده، وإذا كان ذلك كما يقول شعث نتيجة لأن أصابع الناس في غزة في النار، وأصابع الناس في دمشق في الماء البارد!!.
نعود إلى المعادلة، فليس من مصلحة واشنطن و(إسرائيل) قبول حماس في أيّ صيغة حل إلا إذا قبلت شروط الرباعية، وقبلت أوسلو رغم أنها ماتت وشبعت موتاً.
لقد أعلن القائد السياسي لحماس مشعل استعداد منظمته لفتح حوار مع الولايات المتحدة، لكن هذه غير مستعدة لمثل هذا الحوار قبل شروط معلنة ومعروفة، فقد قبلت واشنطن فتح حوار مع فتح ومنظمة التحرير عن طريق سفيرها في تونس شرط الاعتراف بقرار 242، ونبذ الإرهاب. ثم عادت فأغلقت الباب بعد عملية ايكلالورا التي تورط فيها أبو العباس.. ثم تورط أبو عمار برفض استنكارها!!.
فواشنطن لها شروطها، لكن حين وصلت المنظمة إلى اتفاق مع إسرائيل في وارسو، اعتبرت واشنطن انها وصلت إلى ما تريد. والعلاقة بين واشنطن وحماس ستبقى محكومة بما يشبه العلاقات مع منظمة التحرير.
مصالحة حماس وفتح، حسب الورقة المصرية، هي إلزام الطرف الحماسي بالسلطة واتفاقاتها وسياساتها. ولنتذكر أن حماس دخلت الانتخابات في ظل أوسلو، وشكلت حكومة السلطة حسب الاتفاقات مع إسرائيل.. ولا يضير ذلك أن حماس لم تدخل في تعامل مباشر مع الحكومة الإسرائيلية، ذلك أن التعامل كان مع المنظمة، فماذا يضر إسرائيل وإذا اقتسم الفلسطينيون أدوار المقاومة والوطنية، والتعامل والخيانة؟!.
في دمشق, هناك وضع معين لخالد مشعل والمكتب السياسي, وهو وضع محكوم بحجم المعونات والتأييد الذي تقدمه طهران, ودمشق تمسك هنا العصا من منتصفها:.
فهي تستقبل وتعترف بشرعية محمود عباس.
لكنها في المقابل لا تمارس الضغوط على قيادة حماس. وكأنها تبتعد هنا عن طهران, دون أن تثير غضبها.
والمطلوب الان؟.
المطلوب ابقاء الاجواء التي اثارتها زيارة شعث لغزة, وترك حالة التطبيع تأخذ دورها دون شروط وشروط مقابلة. وأول الغيث قطر في جامعتي الازهر والاقصى.. ورفع عصا وزارة الداخلية الحمساوية عنها. والترحيب بكل من يريد من فتح زيارة غزة دون اذن ودون شروط مسبقة. وبانتظار تطبيع مقابل في الضفة الغربية نكون قد وصلنا الى الوضع المريح كما يقول مدرسو حلقات الازهر!!.