التغيير نود أن لا يكون بالمظهر فحسب

كرة خروج منتخبنا الوطني بالزي الرسمي الجميل الذي ظهر به النجوم لحظة مغادرتهم الى معسكر دبي على طريق المشاركة في بطولة اسيا المقبلة بعد ايام في استراليا وجدت صدى طيبا في نفوس عشاق النشامى، باعتبار ان تقليد الفكرة المستوحاة من المنتخبات العريقة والحريصة على اظهار نجومها بالثوب الجميل تحصل على ما نذكر للمرة الاولى في تاريخ مشاركة منتخبنا الطويل، باعتبارنا اعتدنا على مشاهدة اللاعبين يغادرون في العادة بالزي الرياضي الموحد، ولم نشاهدهم ولو مرة بالزي الرسمي مع ربطات العنق الجميلة…!!
وهي كما قلنا سنة حميدة، نتمنى تعميمها على كل المنتخبات الاردنية في مشاركاتها الخارجية باعتبارها تعكس الصورة الحضارية عن رياضتنا عدا كونها احدى مظاهر الاناقة والجمال والمساواة بين اللاعبين.. وان كنا نرى في الفكرة وسيلة مثلى لاضفاء الكثير من التفاؤل والبهجة في نفوس اللاعبين، ومنحهم الكثير من الوقار وهيبة الحضور .. فإن ما نرجوه ان لا يكون التغيير في الشكل واناقة الملابس فحسب، وانما كذلك في المضمون وقوة الحضور داخل الملعب، باعتبار ان مهمة النشامى المقبلة تحتاج لابداع اكبر داخل المستطيل الاخضر هناك في استراليا، حيث النهائيات الاسيوية التي تجمع نخبة المنتخبات القوية .. وحيث ان النشامى الذين سبق وان حققوا مشاركتين سابقتين في الصين 2004 والدوحة 2011 انجاز التأهل الى الدور الثاني بعد مسيرة مشرفة ونتائج قوية قادها وقتذاك الراحل المرحوم محمود الجوهري.. وطيب الذكر العراقي المهذب عدنان حمد، يتوقون اليوم لتكرار نفس الحضور وربما اكثر في عهد المدرب القادم من مدرسة الكرة الانجليزية العريقة وصاحبة الريادة على مستوى العالم راي ويلكينز الذي سبق ان أطلق تصريحاته المثيرة «نريد تحقيق الانجاز في استراليا والمنافسة على مراكز المقدمة» وبات اليوم اكثر من اي وقت مضى مطالبا بترجمة اقواله الى افعال داخل الملعب، وهو الذي يقود نخبة من اللاعبين الكبار اصحاب الخبرة والباع الطويل الذين سبق وان شاركوا في كل البطولات التي دخل غمارها منتخبنا الوطني وقدموا الدليل على التطور اللافت الذي اصاب كرتنا خلال السنوات القلية الماضية. من هنا نتمنى بالفعل ان يكون التغيير بالمظهر والمضمون انعكاسا للظروف الجيدة التي تمر بها كرتنا، والمطالبة برفع سقف الطموح الى الرقي للمستوى الذي يؤهلها لمطاولة الانجاز الاكبر بالعودة باحد مراكز المقدمة.. صحيح ان المهمة صعبة والمنافسة قوية والمنتخبات المشاركة تملك نفس القوة والطموح والرغبة بالتميز والعودة بالانجاز.. وان فترة الاعداد التي خضع لها النشامى لم تكن بالصورة المناسبة مع المشاركة تلك.. الا اننا نستند في تفاؤلنا الى الخبرة التي اكتسبها السواد الاكبر من النجوم الحاليين ان كان من المباريات العديدة التي خاضوها مع النشامى.. او بالفائدة التي جنوها من خلال احتراف العديد منهم في ملاعب الدول الشقيقة التي اكسبتهم بكل تأكيد خبرة اللقاءات القوية… نبارك للنشامى زيهم الجديد.. ونتمنى ان يكون فال حسن وفاتحة خير للمزيد من الانتصارات وخطوات الابداع لاحقا هناك في بلد الجمال… استراليا !
العرب اليوم 2014-12-22