مظاهر تخلف..
أما وقد جرى ترفيع روسيا من مرتبة العالم الثاني إلى مرتبة العالم الأول كدولة صناعية رأسمالية متقدمة ، فقد أصبح مركز العالم الثاني شاغراً ، ولكن دول العالم الثالث بدلاً من أن تحتل المركز الثاني تجد نفسها غارقة في العالم الرابع ، تعاني من مشاكل أساسية أكثرها تستعصي على الحل.
في استطلاع رأي قام به مركز أبحاث (بيو) في 34 دولة نامية ، طلب من المواطنين تسمية أكبر المشاكل التي تعاني منها بلادهم فكانت النتائج كما يلي:
83 % أشاروا إلى الجريمة.
76 % وضعوا إصبعهم على الفساد.
59 % قالوا المشاكل الصحية.
56 % تذمروا من ضعف المدارس.
54 % اشتكوا من تلوث المياه.
هذه هي المشاكل الرئيسية التي يعاني منها ثلاثة أرباع البشرية في القرن الحادي والعشرين ، وهي مشاكل عابرة للحدود ولا تقتصر على بلد دون آخر ، بل توجد في كل بلد نام على درجات مختلفة.
لو أن مركز (بيو) استطلع آراء الأردنيين فربما أشاروا إلى الفساد والفقر والبطالة والعنف الجامعي والعشائري.
تقوم نظرية الرؤية العشرية المنتظرة على محاولة تحديد ما نريد أن يكون عليه الأردن بعد عشر سنوات ، وعلى هذا الأساس فمن المرجح أن تصف الرؤية حالة الاردن في عام 2025 كما نتمناها: حالة عامة من الشفافية على جميع المستويات ، نمو اقتصادي يقضي على الفقر ويخفض البطالة ، ثقافة الحوار بين الأفكار بدلاً من الاشتباك بالعصي والأسلحة في الجامعات والبرلمان.
قد يكون ممكناً توزيع التقدم في كل واحد من هذه المجالات على سلّم من عشر درجات سنوية بحيث يمكن مراجعة الاداء والتأكد من أننا نسير بالطريق الصحيح ونحقق النتائج المرجوة في مواعيدها وأننا لن نعاني من نفس المشاكل بعد عشر سنوات أو عشرين.
في الأردن مشاكل أخرى لا تقل أهمية ، ولكن الناس لن يسموها ظنأً منهم أنها لا تمس حياتهم ، ولا تؤثر عليهم بشكل مباشر ، مثل عجز الموازنة ، المديونية العالية ، الاعتماد الزائد على المنح الخارجية ، المعدلات المتدنية للنمو الاقتصادي ، والعجز المزمن في الميزان التجاري والحساب الجاري لميزان المدفوعات.
الرأي 2014-12-25