كيف وأين ينتشر اللاجئون السوريون؟
أظهرت التطورات الأخيرة في لبنان أن تدفق اللاجئين السوريين وطريقة انتشارهم هناك وربما في بقية البلدان المحيطة ومنها الاردن، لم يكن دائمًا تدفقًا عشوائيًا أو حسب رغبات واجراءات الدول المضيفة.
فبالإضافة للمخيمات الكبرى المعروفة تبين أن لهذا الانتشار حيثيات ومعطيات ذات صلة بأجندة وسيناريوهات سياسية متشعبة عمادها توفير وتأمين بيئة حاضنة للخلايا التكفيرية النائمة. ولم تعد بلدة عرسال حالة وحيدة أو فريدة، حيث خرجت من مخيمات اللاجئين السوريين أخطر الجماعات المسلحة التي شاركت في قتل واختطاف العسكريين اللبنانيين.
فقد لاحظت الصحافة اللبنانية انتشارًا كثيفًا للاجئين السوريين حول المناطق المرشحة للانفجار المذهبي أو في المناطق التي يمكن أن تشكل حزامًا أو معبرًا للأطراف المتصارعة، سواء كانت من الجماعات التكفيرية أو من القوى اللبنانية.
وصار ممكنًا تصديق الروايات الاعلامية التي ظلت غير مسموعة حتى وقت قريب والتي ترى أن تدفق اللاجئين لم يكن دائمًا لدواعي السلامة والهرب من القتال بقدر ما كان موجهًا في أحيان كثيرة وضمن أهداف مؤجلة شأن "الخلايا المؤجلة أو الناعمة نفسها". وهو ما يفتح النقاش حول هذه الظاهرة غير المألوفة في تاريخ الجماعات التي تضطرها الحروب والويلات إلى الهجرة خارج بلدها أو النزوح داخله، فنحن أمام توظيف "غير مسبوق" أيضا لهؤلاء الفارين من المعارك مقدمة للاشتراك في معارك خارج الحدود.
ولا يعني ذلك بأي شكل من الاشكال تعميم هذه الحسبة والمخاوف على غالبية اللاجئين، الذين يستحقون المؤازرة والدعم والتضامن، بل تأطير وجودهم بحدود الواجبات القومية والإنسانية والقانون الدولي، وكذلك وضع حد للسمسرة والعمولات والاختراقات المختلفة التي لا تخفى على أحد.
العرب اليوم 2014-12-30