جرثومة التخلف

تم نشره الثلاثاء 16 شباط / فبراير 2010 01:45 صباحاً
جرثومة التخلف
سعاد المعجل

د. مراد وهبة فيلسوف ومفكر عربي.. عقد العديد من مؤتمرات الفلسفة الدولية في القاهرة، شارك فيها ابرز فلاسفة العالم.. ولاقى من ورائها هجوما شرسا من شرائح متعددة من المثقفين وبعض رجال الدين، الذين يرون في الفلسفة عدواً قديما للدين! للدكتور وهبة كتاب «جرثومة التخلف» وهو عبارة عن جملة من الأحاديث الصحفية التي أجريت من عام 1979 حتى عام 1983.. وكلها تدور حول قضايا ثقافية معاصرة ذات بعد سياسي.. ومحكومة برؤية فلسفية مستندة الى الثورة العلمية والتكنولوجية في بعديها الكوكبي والكوني! هذه القضايا تنطوي على فكرة محورية واحدة، وهي الكشف عن جرثومة التخلف التي تعيق التطور الحضاري في الوطن العربي!

يرى الدكتور وهبة ان حضارات العالم الثالث هي حضارات معزولة منذ عدة قرون، بسبب الغزو الاستعماري من الخارج وسيطرة الاسطورة من الداخل، وان مجتمعات الشرق الاوسط يغيب عنها عصران لا غنى عنهما في ازالة التخلف: عصر الاصلاح الديني في القرن السادس عشر، وعصر التنوير في القرن الثامن عشر. العصر الأول هو تحرير العقل من سلطة المؤسسة الدينية،

والعصر الثاني هو عصر تحرير العقل من كل سلطان، ما عدا سلطان العقل! ويرى الدكتور وهبة ان ابن رشد العربي كان فكره ممهدا لعصر التنوير الذي تميزت به الحضارة الغربية في القرن الثامن عشر، فبينما تم اجهاض فلسفة ابن رشد في العالم العربي اثر ما يسمى بنكبة ابن رشد.

وهي النكبة التي حدثت حين اصدر المنصور امرا بنفي ابن رشد.. قام الغرب ممثلا بالامبراطور فردريك الثاني بالأمر بترجمة مؤلفات ابن رشد ونشرها. فابن رشد العربي ميت في الشرق، لكنه حي في الغرب! والدليل ان ابن رشد اتهم بالزندقة، لا لسبب إلا لأنه اعطى الصدارة للعقل!

يرى الدكتور وهبة ان الفكر العربي لم يسر على وتيرة واحدة، وانما يترنح بين مرحلتين: مرحلة التمرد ومرحلة الجمود. اما المرحلة الثالثة والغائبة فهي مرحلة الثورة، التي تعني التغيير الجذري للقيم الفكرية المتوارثة. وان كل ما هو مشاهد من تغيير ثقافي انما يقف عند حد التمرد ولا يتعداه. وبذلك يكون فكر رفاعة الطهطاوي وطه حسين فكرا متمردا، أي اجراء تغييرات جزئية مع المحافظة على الإطار المتوارث.

اما الصراع في هذا العصر، فيرى الدكتور وهبة انه يدور على الاختيار بين الرأسمالية والاشتراكية، وان اي تجاهل لحقيقة هذا الاختيار ليس الا محاولة لاخفاء ملامح الصراع. وحينما يصور الصراع على انه يقوم على الاختيار بين الالحاد والايمان فانه يتجاهل ان اي ايمان لا قيمة له بمعزل عن الانسان. ومن هنا تأتي حتمية المضمون الاجتماعي للايمان!

Suad.almojel@gmail.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات