ملحق ديبلوماسي ديني

تم نشره الثلاثاء 23rd حزيران / يونيو 2015 01:09 صباحاً
ملحق ديبلوماسي ديني
د.موفق محادين

من المفهوم أن تنص الاعراف والتقاليد الديبلوماسية على ان يشمل طاقم او كادر اي سفارة موظفين وملحقين في الحقول الاقتصادية والسياسية والثقافية والاعلامية وما في حكم هذه الحقول.

ومن المفهوم، بل والضروري ان تهتم السفارات برعاياها في البلدان المضيفة، وتسهر على مصالحهم، بصرف النظر عن ميولهم وافكارهم المكفولة في دساتير بلدانهم.

ولكن من غير المفهوم، ومن غير الجائز، والمرفوض جملة وتفصيلا ان تخترع بعثة ديبلوماسية او وزارة خارجية في بلد من البلدان وظيفة او ملحقية دينية. ولذلك، وان صح ما تناقلته بعض الصالونات عن احتجاج الخارجية الاردنية عن تعيين (ملحق ديني) في السفارة التركية في عمان، فقد فعلت (خارجيتنا) عين الصواب، وتستحق الشكر عليه.

وحسنا تفعل الخارجية والاوساط الرسمية المعنية اذا ما طلبت من السفارة المذكورة اغلاق وطيّ ما يقال عن اهتمامها بالاردنيين من اصول تركية، وكذلك مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع الذين قد يعودون الى اصول تركية ايضا..

فقد صاروا منذ زمن طويل مواطنين اردنيين وفلسطينيين لا جهة اخرى مخولة بتمثيل حقوقهم ومصالحهم غير الجهات الاردنية والفلسطينية. وقد لا يعرف بعضهم ان بدايات التوتر في العلاقات التركية مع ليبيا ومع سورية سابق لاندلاع الازمة في هذين البلدين، وتتعلق تلك البدايات باحتجاجات ليبية وسورية على برامج زيارات جماعية رسمية تركية لمواطنين سوريين وليبيين من اصول تركية..

ومن اللافت للانتباه وجود قسمين، الاول في المركز الجغرافي التركي والثاني في وزارة الخارجية التركية، يهتمان بأشكال مختلفة من (المجالات الحيوية) الديموغرافية والجغرافية التركية وفق ما تعتبره (اسطنبول) حتى اليوم حقوقا عثمانية سرقها الغرب منها في اتفاقية سيفر، وجرى تعديلها قليلا في اتفاقية لوزان بمساعدة الجيش الروسي وحسب (الاستراتيجيين الاتراك) فلا معنى للاسكندرون ان لم يستكمل بالسيطرة على حلب ونفط كركوك، ولا سبيل الى ذلك قبل تحطيم (الهوية القومية) للبلدان العربية وخاصة العراق وسورية واستبدلها بهويات مذهبية تبدو اسطنبول فيها سيدة لخواتم. ذلك ما يفسر حكاية الملحق (الديبلوماسي الديني)، واستعادة حكاية الرعاية التركية، وذلك ما جعلنا نشكر الخارجية الاردنية في هذه الحيثية على الاقل.

(العرب اليوم 2015-06-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات