من كوبونات النفط إلى كوبونات السكر

حسب أحدهم، فإن ما يفسر موقفي من سورية، هو استفادتي مما سماه بـ( كوبونات السكر)، فضلا عن اتهامات سابقة بأنني أسدد ثمن دراستي في الجامعات السورية وتسديد اقساط سيارتي واولادي الاربعة في المدارس والجامعات الاردنية.
واذا كنت قد اوضحت فيما سبق انني لم ادرس يوما في الجامعات السورية، وقد تخرجت من كلية الاقتصاد في الجامعة الاردنية وحصلت على الدكتوراة من معهد البحوث في القاهرة باشراف الدكتورة اميمة عبود من جامعة القاهرة، وكانت رسالتي حول هيكل ومفهوم الفاعل الخطابي.
كما انني لا املك منزلا ولا سيارة ولا اولاد عندي غير فراس، وهو مخرج سينمائي في قناة الميادين، ونتشاطر الافكار نفسها.
اما فيما يخص كوبونات السكر التي لم اسمع بها لاول مرة، وقد تكون موجودة او غير موجودة، فتذكرني بالحملة الامريكية – الصهيونية – الرجعية التي تعرض لها مناصرون للنظام العراقي قبل العدوان الامريكي على العراق، وتحطيم دولته الوطنية المركزية.
ومع ان كوبونات (النفط) كانت حقيقة الا انها ظلت بالنسبة للكثيرين وليس للجميع حبرا على ورق، وكانت غطاء للانتقام من العديد من الشخصيات الوطنية والقومية.
وفي الحقيقة ليست ( الكوبونات) وحدها ما يربط بين الحملة الامريكية – الصهيونية – الرجعية على العراق ثم على سورية، فما تشهده سورية منذ سنوات هو نسخة (كربون) عما شهده العراق.
1. من حيث الهدف، تصفية الخطاب القومي ايا كانت تعبيراته وترجماته، واستبداله بهويات وخطابات واحتقانات طائفية وليس بلا معنى تكرار اللغة التهكمية نفسها في الحالتين (القومجية واللغة الخشبية.. الخ)
كما ليس بلا معنى ضرب (البوصلة القومية) فيما يخص القضية المركزية للامة، وهي القضية الفلسطينية واستبدالها بصراعات جانبية.
كما يرتبط بالهدف المذكور ضرب نواظم الدولة المركزية في البلدين وهي الجيش ووحدة الدولة والمجتمع واستبدالها بالميليشيات والجماعات الطائفية المأجورة.
2. ومن حيث الوسائل والاساليب، من الاتهام باستخدام الكيماوي في حلبجة وغيرها الى اتهام سورية في حوادث الغوطة وخان العسل.
ومن اتهام النظام العراقي باحتكار السلطة من قبل (اهل السنة) الى العكس في الحالة السورية..
وكذلك اتهام النظامين بحيازة (اسلحة الدمار الشامل)، ويضاف لكل ذلك أكاذيب الحديث عن حقوق الانسان واستبدال (الانظمة الشمولية) في البلدين بانظمة ديمقراطية وتحويلها (الى نموذج للتعددية والديمقراطية في الشرق الاوسط)، ويعرف القاصي والداني الى اين انتهى العراق وما يراد لسورية.
3. من حيث التحالفات الدولية والادوات الاقليمية والمحلية، فامريكا والعدو الصهيوني والرجعية هم الشركاء الرئيسيون في العدوانين، على العراق ثم على سورية.
والى جانب هذا المثلث، شكلت الجماعات الطائفية المسلحة ونقيضتها (الليبرالي البرتقالي) أخطر الادوات المحلية في مشروع التفكيك والهدم المذكور.
واذا كانت العصابات الطائفية مكشوفة للجميع فإن الذي لعبته بعض الاوساط الثقافية والليبرالية والبرتقالية لا يقل خطورة عن البلطات والسكاكين والمفخخات العمياء.
(العرب اليوم 2015-06-25)