ليشتكوا للصبح

اشتكى نظام بشار الاسد مجددا على الاردن في مجلس الامن الدولي تحت عنوان تورطنا في الهجوم على مدينة درعا الاخير.
رواية السوريين معتادة لانها ممجوجة ومليئة بالكذب الايدلوجي، فهم يتحدثون عن سلاح اسرائيلي وهذه لغة تقادمت بالكذب، فقصة الممانعة ماتت من زمان.
السؤال المهم هنا هو لماذا تقدم دمشق شكوى بحقنا في مجلس الامن وما الذي ستجنيه من ذلك وهل تظن انها بشكواها ستمنع الاردن من دعم جهات بعينها.
واضح ان نظام بشار الاسد يعاني ويتألم في مناطقه الجنوبية وهو يدرك ان الجنوب طريق النار نحو دمشق ومن هنا تراه يتهم ويحاول ان يكبح اندفاعات كل من يساهم في حرب الجنوب.
الاردن بدوره يعلم ان الشكوى امام المؤسسات الدولية من قبل نظام الاسد لا قيمة لها، فالتهمة غير صحيحة واثباتها يحتاج للكثير كما ان مصداقية دمشق ماتت منذ حين.
الاهم في الشكوى ان نفهم ان علاقتنا مع نظام الاسد تجاوزت مرحلة القطيعة الى مرحلة الصدام، وهنا يجب الانتباه لنيات النظام ومقدار الغدر الذي قد يرتكبه بحقنا.
قذيفة الرمثا الاخيرة لم تكن بعيدة عن اجرام نظام دمشق، وفيها رسالة من نوع ما، واليوم يقدمون شكوى بحقنا الى مجلس الامن وعليه يجب ان ندرك وان نتصرف بمنطق الحذر دون خوف.
استراتيجيتنا في الحدود الشمالية يجب ألا تتغير وألا ترهبها رسائل نظام دمشق، فلا رهان اليوم الا على «مبادراتنا وشغلنا الخاص» وهنا نقول فليشتكوا للصبح.
(السبيل 2015-06-30)