عاصفة القمم

المقدمة الأولى للقضاء على تنظيم داعش عربيا انطلقت من ليبيا بطلب اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمساعدتها في القضاء على التنظيم ، وقد تكشف أن الجامعة ما زالت موجودة فعلا، اذ تداعى المندوبون لبحث الطلب، رغم ان قلة فقط تتذكر من هو أمينها الحالي. وبطبيعة الحال ستندفع الامور لبحث عقد قمة عربية، وسيكون المشهد كاريكاتوريا باعتبار الدول التي ستشارك سنت جميعها قوانين لمكافحة الارهاب بعد هجمات القاعدة، وبدل القضاء عليها انتجت الى جانبها داعش واخواتها لما تركت العراق للامريكان وسورية لايران، واليمن في خبر كان.
الكاتب اليساري جميل النمري وصف في مقال له قبل ايام التحالف العربي الذي تقوده السعودية باسم عاصفة الحزم واعادة الامل في اليمن بأنه اصطفاف تقدمي للحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية وحماية الشعب، وقد انقلبت المفاهيم لمعنى التقدمي ووصف الثورة طالما يعتبر السعودية يسارا وهادي منصور زعيم ثورة.
وواقع الحال افضى مبكرا في الاساس لشطب مصطلح الدول الرجعية والعميلة لما سقط اساسا مصطلح الدول التقدمية، وها هي دول اليسار والقومية العربية ومعها الاحزاب التي من ذات الفصيلة تترنح رغم انها كلها ما غيرت وما بدلت تبديلا، والفارق عن دول العالم الشيوعية والاشتراكية ان الاخيرة عبرت من مرحلة الى اخرى في حين ان الاولى لم تخلف مرحلة وانتقلت للاسوأ، والحال لم يستوجب وصف التقدمية طوال الوقت غير ان النمري استحضره سعوديا دون الالتفات لثورة مصر التي اجهضت بالانقلاب.
إكرام الميت دفنه، وجامعة الدول العربية ما عادت بهيبة الاحياء، واي قمة لن تضيف جديدا ولا حلا في سورية او العراق واليمن، فما البال في ليبيا، والقضاء على داعش يلزمه تحالف عسكري على غرار عاصفة الحزم يكون في ليبيا مغاربيا وفي سورية والعراق دوليا، ولن يكون مهما ان وصف بالتقدمي او الثوري او ان اطلق من جميل النمري او صالح القلاب.
(السبيل 2015-08-19)