زياد أبو غنيمة

«فقيده» هو مصطلح أردني نطلقه دائما على الشخص الذي يتوفاه الله ويشكل خسارة عامة على كثيرين، ولعله وصف ينطبق بكل تجلياته على المرحوم الاستاذ زياد ابو غنيمة الذي وافته المنية أمس الاول.
كم آلمني رحيل «ابو محمود» فقد شعرت بخسارة شخصية كبيرة، فمن يعرف الرجل يدرك حجم إنسانيته التي تبقى عالقة في الاذهان كما هي رائحة موسم الحصاد في حوران.
موسوعة في التاريخ الاردني عرف «زقيقات» البلد ووصفها بإتقان، وأدرك الرجال بمهارة كبيرة فميز بينهم وكتب عن كل ذلك بأدب وأخلاق جمة.
اختار الاخوان عن قناعة فكرية راسخة ودافع عن فكرته، وكتب لهم في اطار وطني فريد من نوعه، فكان مختلفا اصيلا شكل نهجا بحد ذاته.
اختلف مع جماعة الاخوان المسلمين حينا من الدهر فلم يكن «كمن خاصم ففجر» بل بقي إخوانيا رشيدا ممتنا للجماعة حتى عاد لها بحكم الطبيعة لا بلغة القرار.
زياد ابو غنيمة المثقف والكاتب كان عضويا بمعنى أنه كان متفاعلا مع قضايا الوطن، فقد كتب التاريخ لكنه ساهم بصناعة الحاضر ولعمري أنه حاول وقدم الكثير.
«إنا على فراقك لمحزونون» أيها الاب والانسان فرغم قامتك المعرفية إلا انك كنت أبا وإنسانا مع الجميع من يتفق معك ومن يخالفك.
لا أخفيكم انني حزين على رحيل الاستاذ زياد ابو غنيمة، وحين سمعت خبر رحيله تلعثمت الدموع والجوارح وقلنا حسبنا الله ونعم الوكيل.
(السبيل 2015-08-31)