العلم هو الأقصى

تم نشره الثلاثاء 15 أيلول / سبتمبر 2015 01:01 صباحاً
العلم هو الأقصى
د. ديمة طارق طهبوب

يبدو أن خرف بعض السياسيين الفلسطينيين ليس حالة مرتبطة بالسن، ولا علاقة له بالافتراء أو السباب عليهم بل هو تحليل منطقي لبعض تصريحاتهم الغريبة الخارجة عن كل سياق منطقي فتصريح صائب عريقات، وهو صاحب تاريخ أسود لا ينسى في التآمر لتقسيم المسجد الأقصى فيما يعرف بعريقات ويكيليكس، أن الاقتحامات الصهيونية لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا، ما هو الا ردهم على «النصر المؤزر» الذي احرزته السلطة برفع علم فلسطين على الأمم المتحدة، ناسيا او متناسيا ان هذه الامم المتحدة في نسختها الاولى هي التي أصدرت قرار تقسيم فلسطين، وكانت مسؤولة بذلك عن جريمة ومأساة من أكبر الجرائم التي عرفتها الانسانية!

يربط عريقات بين قدسية المسجد الدينية والتاريخية والانسانية ومكانته عبر الازمان، وشكل محدث من أشكال الهوية الوطنية والدولة القطرية استحدثه الانسان هو العلم الذي أيا كانت مكانته ورمزيته لا يقارن بحال من الأحوال بمسجد مقدس من لدن رب العزة!

ان محاولة النفخ فيما قد نسميه تجاوزا «إنجازا سياسيا» لا يجب أن يكون على حساب مقدسات لا تخضع لحسابات البشر او أعطياتهم، فلو كانت «إسرائيل» تخاف من الرمزيات وبهرجات الخطب والتصريحات لما أقدمت على الاقتحامات، إنها تميز ببساطة ان ميدان الفعل غير ميدان القول، وان الرموز لا تعني شيئا لمن سيطر على الأرض. ان محاولة الربط بين الاقتحامات الصهيونية وقضية العلم الفلسطيني لهو استخفاف مقصود ومحاولة للفت الانظار عن مكمن الخطر المحدق في القدس والاقصى!!

في فترة ما كانت الاعلام تستفز الصهاينة عندما كانت أكثر من قماش بل مشفوعة بانتفاضة أصابت فيهم ما لم تصبه جيوش العرب مجتمعة، كانت الرموز والعلم وكأنها بصمة او توقيع ثوري أن من هنا مر مقاوم مرغ كرامتكم في الأرض، أما البهاليل الذي يعرفونهم على طاولات المفاوضات فهؤلاء أعلامهم خاوية من المعنى والمضمون، لم نكن نملك فكرة الاعلام الوطنية يوم قال الشاعر:

بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا

ولكننا ملكنا تاريخا مزهرا حاولنا في الحاضر ان نصيغه في ألوان القماش عل وعسى تذكر الاجيال تاريخ السؤدد؛ فيستفز هممها للاقتداء والتكرار.

الأقصى هو العلم الأعظم والأبقى لا يعدله قطعة قماش ولا اتفاقيات؛ فهو عقيدة ودم وتاريخ وحاضر ومستقبل يرونه مستحيلا فيفرطون به، ونراه أكيدا فنعمل له.

(السبيل 2015-09-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات