على قلق فقط

ينفذ العدو الإسرائيلي أكثر فأكثر من حالة التردي العربية ليعمل دون أي حساب لأحد، وبلا خشية من مجرد تهديد، طالما ليس هناك من يصدره أساسا، وأكثر ردود الفعل على ما يجري في الأقصى تعبير عن قلق، وهو لم يرتدع طوال الوقت من قرارات لمجلس الأمن ليرتدع الآن من بيان صادر عنه، وان فيه إضافة وصف الحرم الشريف على الأقصى.
وبحثا في ما يقوم به رئيس السلطة محمود عباس لمواجهة ما يجري في القدس، تكشف انه أرسل كلا من رئيس وزرائه رامي الحمدالله ورئيس مخابراته ماجد فرج ورئيس أمنه الوقائي زياد هب الرح صباح اول من امس الجمعة الى القدس؛ من أجل الاطمئنان على الاقصى وان قوات الاحتلال منعتهم من دخول المدينة، والحال يعني انه لم يتم الاطمئنان، وعباس ما زال ينتظر من يطمئنه، ويقال ان نتنياهو قد فعل شريطة استمرار التنسيق الامني، وهو الحال الذي أفضى يوم الجمعة الى قمع المسيرات في الضفة الغربية بوحشية.
وان لم يكن موضوع القدس كافيا لاطلاق شرارة الانتفاضة فما الذي هو اكثر من ذلك لتتحرك سلطة رام الله دفاعا عن شعبها وحماية المقدسات في العاصمة المنشودة، الا ان تكون تخلت عن الامر وتكتفي برام الله بديلا، وان ليس بالامكان افضل مما هي عليه، وتدركه فما الذي يبقيها سلطة برئيس ووزراء على شعب يقمع ويقتل مع آلاف الاسرى منهم الاطفال والنساء، لتستمر بدل ان تنأى بنفسها وتغادر الى حيث ألقت.
حماس والجهاد تهددان بالرد وليتهما تفعلان رغم المعرفة المسبقة لوحشية الرد الاسرائيلي، ومعلوم ان غزة على دمارها ولن يزيد الطين بلة جديدا، لا بل انه قد يكون محركا لضمير العالم الحر طالما ضمير العالم المسلم على سكون مدقع، وهو يترك اليهود على فالهم بانتهاك مقدساته. والحل كان وسيبقى مواجهات حربية مع اليهود لأنهم لا يفهمون سوى لغة الحرب.
(السبيل 2015-09-20)