كيري ليس هو الخائن

ليست القدس وحدها التي تحتاج الى حماية دولية وانما كل المدن الفلسطينية، والفرق شاسع بين الوصاية والحماية، وليس مفهوما لمَا أفتى الشيخ عكرمة صبري بتحريم الوصاية على القدس رغم ان الفرنسيين طرحوا مشروعا للحماية. أما جون كيري فقد افتى من تلقاء نفسه أن الاردن يرفض مشروع الحماية الفرنسي رغم انه جوهري يعزز مفهوم الوصاية الهاشمية على المقدسات، ولم يعد في ضوء التداخلات الفرق واضحا بين الوصاية والحماية ، ولم تطرح هذه وتلك.. مرة اردنية وفي اخرى هاشمية.

محطة العربية وصفت عملية بئر السبع بالعدوانية ومحطة الجزيرة تعامت امس عن فعاليات الانتفاضة وخبرها الاول كان عن سورية تلاه ليبيا ثم اليمن واكتفت بنشر اخبار خجولة عنها على شريطها، والعربية تحدثت عن الاعتقالات الاسرائيلية وليس اي مواجهات توقع شهداء ومصابين. والحال بين ويكشف حجم المؤامرة على الشباب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة واغلب الظن انها ستمر طالما عباس ومن مثله في سياق ما سيقوله كيري سلفا.

حركة حماس تنشط سياسيا في عدة اتجاهات وقد طالب رئيس مكتبها السياسي روسيا التدخل لحماية الشعب الفلسطيني على غرار تدخلها في سورية وهي لن تفعل كما ان الامر لا يشكل لها حرجا، وخالد مشعل يذهب ايضا لجنوب افريقيا طالبا ضغطها ونتنياهو يغضب من جوهانس بيرغ لاستقباله وهو لا يستطيع ان يطلب الامر من الرياض رغم تفاهمات قريبة اعتبرت مهمة ويتبين الان انها ليست مجدية لحماس وربما هي كذلك بالنسبة للرياض، ومع ذلك يغيب الاهم عن حماس وهو الغاء التهدئة ولن يكون اثرها ما هو اكثر سوءا من الموجود حاليا.

في سياق كل المتابعات والتحليلات السياسية والتفسيرية البحثية والدراسية بما فيها الاسرائيلية لم يقل احد ان لأي من الفصائل سلطة توجيهية على انتفاضة الشباب الفلسطيني الذين جلهم من طلبة الجامعات والمدارس، وعليه لا يكون محمود عباس اصيلا في تمثيلهم امام كيري، ولو ان فيه بقايا من مسؤوليات اخلاقية فإن واجبه لا يتعدى تقديم استقالته لكيري مباشرة وليس لاي جهة غيره.

(السبيل 2015-10-21)