السعودية وفك طلاسم الازمة السورية

اجمع غالبية المحللين والمتابعين للشأن السوري ان الموقف السعودي في اجتماعات فيينا الاخيرة وضع حلفاء النظام في دمشق (روسيا والصين وايران) في ورطة بتوقيعهم البنود الست التي وضعت كخارطة لحل الازمة.. ويبقى السؤال.. هل تنجح المملكة بفك طلاسم الازمة السورية? وللاجابة على هذا السؤال نحدد النقاط التالية :
> البنود الست تتمثل في -وحدة سورية وعلمانية النظام-وفترة انتقالية وتشكيل حكومة وحدة من النظام والمعارضة ووضع دستور جديد والدعوة لانتخابات عامة وتفسير النقطة الاخيرة تم بصياغة تربط مصير الرئيس السوري بالانتخابات التي ستتم في الداخل والخارج وباشراف الامم المتحدة. وفي هذه النقطة فان اكثر من نصف الشعب خارج بلاده سواء في تركيا او الاردن او لبنان او اوروبا وهؤلاء لن يذهبوا للتصويت في السفارات السورية بعبارة اخرى ستكون الغالبية منهم ضد النظام فيما ستضمن الامم المتحدة الاشراف على الانتخابات الداخلية ولن يكون بمقدور النظام التزوير بالطريقة التي يراها مناسبة. هذا البند هو الفخ الذي وضعته السعودية بالتعاون مع الامريكيين والفرنسيين ووقعت عليه روسيا وايران والصين.
> نتائج الانتخابات ستكون ملزمة للنظام السوري, ولن يستطيع التهرب منها وموسكو ملزمة بها ايضآ وهذا البند اغضب وزير خارجية ايران جواد ظريف بفيينا الذي هاجم السعودية واتهمها بدعم الارهاب وان مواطنيها كانوا وراء تفجير مركز التجارة العالمي مما اذهل وزيري خارجية روسيا وامريكا الحاضرين .
> ايران تبلعت الهزيمة الديبلوماسية بفيينا وما ان عاد الوزير ظريف الى طهران حتى ظهرت الاصوات التي تطالب بالانسحاب من اجتماعات فيينا(2) وبعد تصريحات الجنرال جعفري الذي اتهم موسكو بانها لا تقف بذات الموقف مع ايران وانها لا تنظر الى المقاومة واكد ان الرئيس السوري الاسد هو خط احمر لا يمكن تجاوزه ولا بديل عنه, فيما ابدى وزير خارجية بريطانيا حذرا شديدآ من المباحثات وذات الامر نظيره الفرنسي
> وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تجنب الجلوس بفيينا بالقرب من نظيره الايراني رغم محاولات المصالحة بينهما والتي انتهت بالجلوس على طاولة واحدة دون اي حديث او ابتسامة بين الطرفين وفي المنامة حدد الوزير شرطين لقبول بلاده باي اتفاق حول سورية اولهما: تحديد تاريخ وطريقة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد وثانيهما انسحاب جميع القوى الخارجية من سورية بما فيها الايرانية, وقد ردت طهران على هذه التصريحات بانها اساليب تتسم بالوقاحة من قبل دولة اقليمية وبكل الاحوال فان السعودية اسست بموقفها الصلب بداية طريق لفك طلاسم ازمة معقدة حاول داعموها تفجير المنطقةوارهاب العالم, واما الخلافات في الموقف ما بين روسيا وطهران الا احد مظاهر الوقوع بالفخ السياسي الجديد
السعودية كاقوى قوة عربية اقليمية على مستوى العالم وبالنظر الى مكانتها السياسية الرفيعة واحترام المجتمع الدولي لدورها في ازمات المنطقة فقد نجحت وبعناء شديد هذه المرة في كشف وجه ايران الحقيقي وموقفها الملتبس من النظام السوري وتدخلاتها السافرة في شؤون العرب تحت يافطة دعم المقاومة.
فابناء الامة العربية ينظرون ببالغ المحبة والتقدير لدور خادم الحرمين الشريفين واصراره على انهاء معاناة الشعب السوري جراء سياسيات دولية وراءها ايران ونظام ديكتاتوري اباد اكثرمن ربع مليون واحال البلاد الى الفوضى والخراب والاقتتال الطائفي الدموي .
(الديار الأردنية 2015-11-06)