ماع مع الشاعر ماجد المجالي

بموت الذئب او بفناء الغنم قد تنتهي الحرب، وليس صحيحا إبقاء فسحة له ليستمر على أساس ترك بعض الغنم لتنجو؛ لأن النتيجة مجرد احتياط استراتيجي له، فيما القطيع سيبقى مزودا مقابل ان يعيش، واي معيشة تلك التي يحددها ذئب إن هنا او في اي مكان. وهكذا قصة الضرائب والسطو العام، فهي بذات الفكرة بفارق انها تبقي الذئاب قوية وتبقى نعاجا باعتبار حليبها المفضل.
ولو أن الذئب يموت مرة لأصبحت الخراف أسودا، كما انه لو ان النعاج تختفي لاختفت الذئاب معها؛ لأنها بالمحصلة ستأكل بعضها البعض بلا هوادة، وهذا ما يسمونه عنوة صراع الكبار، وليته يبدأ لنجد روسيا بمقابلة انقرة وواشنطن، والى ان تفرط سبحة التابعين المؤلفة من قطط سمان وحسب سيسهل مطاردتها وهي تموء حكما، وهؤلاء على امتداد المساحات باعتبار اخذ الصين ومن مثلها بعين الاعتبار لجهة خرافها وقططها ايضا.
الرياض احتضنت فصائل سورية معارضة وشكلت وفدا لمفاوضة الاسد، الشكل يدلل ان الرياض هي التي ستفاوض الاسد، فهل أمر مثل هذا جائز لأي أزمة بالمستوى الذي يتم، وان هو كذلك فلم لا يشكل وفد سعودي مقابل ايراني ـ وآخر روسي مقابل أمريكي، وننهي القصة من الاخر بدل اللف والدوران. وان الاسد رفض من الأساس الحوار مع من وصفهم بالارهابيين الذين افرزتهم السعودية، فهل ممكنا انه انطلق من تلقاء نفسه ام مستندا لمفهوم ايران وروسيا للإرهابيين في سوريا، مقابل مفهوم الامريكان والاتراك والسعوديين. وعليه فإن طاولة الحوار الاساسية جاهزة غير ان احد من المعنيين لم يقرر الجلوس عليها مباشرة بعد، بمن من هؤلاء اليهود الذين يرون الوقت مبكرا للتقاسم.
الناس تصدق الآن أن ليلى هي من أكلت الجدة، وان الذئب استنجد بالجيران رغم ان الكعك كان في حقيبة ليلى والدماء تسيل من براثن الذئب، وهؤلاء هم الخراف الذين يبحثون عن افضل حليب النعاج ليستمر الذئب هو الضحية ومن يستحق الوقوف معه، لان الناس ما زالت تصدق قصة القوي والضعيف رغم إمكانية تبادل الادوار، وهذا الذي لا يفكر فيه العرب طالما اعتادوا قول ماع كلما احتاجوا ماء.
(السبيل 2015-12-13)