الخلافات بين موسكو ودمشق .. حقيقية ام ماذا ؟
![الخلافات بين موسكو ودمشق .. حقيقية ام ماذا ؟ الخلافات بين موسكو ودمشق .. حقيقية ام ماذا ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/b40318fc205364fdebad074ab5eca1d6.jpg)
نقلت الانباء وجود خلافات بين موسكو ودمشق حول تطبيق وقف اطلاق النار والتسوية السياسية . واشارت الى ان مقابلة الرئيس السوري بشار الاسد مع الصحافة الاجنبية وقوله انه سيواصل العمليات حتى استعادة جميع الاراضي السورية من الارهابيين وان حلفاءه في الكرملن يرفضون موقفه وطالبوه بالانصياع لما يتم الاتفاق عليه مع الامريكيين وهنا نسجل بعض النقاط التالية :
> بداية لا يوجد تطابق في المواقف بين موسكو ودمشق حول الازمة من بداياتها ولا يوجد تطابق بين الروس والامريكيين حول طريقة انهائها ومعالجة تداعيات تمدد الارهاب , ولا يوجد تطابق في وجهات النظر ما بين الاطراف الاقليمية , لكن ما يمكن قوله هو ان الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الاسد تجمعهما مصالح مشتركة وتحالفات سياسية وامنية اولها واخرها بقاء القواعد الجوية والبحرية الروسية في المتوسط وبامتداد السواحل السورية .
> التشقق السياسي بين الروس والسوريين ليس جديدآ بل هو قديم ويتلخص في نقطة واحدة غير معلنة وهي ان موسكو راغبة بابعاد الاسد عن السلطة بصورة حضارية وبما يضمن عدم محاكمته او ملاحقته كمجرم حرب بينما الاسد نفسه يريد بوتين لمساعدته على تحرير جميع الاراضي من المسلحين وترك الشأن السوري السوري '(الداخلي ) اليه كي يعيد ترتيب اوراقه للبقاء في السلطة وتهيئة الظروف لتوريث نجله او طائفته الحكم من بعده .
> الخلافات الاخرى كالمسار السياسي ووقف اطلاق النار وما الى ذلك ليست حقيقية وحذار من التعويل عليها . فنظام الاسد يعتبر ان كل من يحمل السلاح ضده ارهابي وعليه الاستسلام او مواجهة الموت والنظام الروسي يشاطره هذا الموقف حيث باشر بقصف جميع مواقع المسلحين المعتدلين ويرى ان حركات الاسلام السياسي كلها من جيش الاسلام واحرار الشام و.... الخ منظمات ارهابية وقد رفض حضورها مؤتمر جنيف3 رغم الضغوط الامريكية لكنه تراجع واعلن حينها كهل السياسة الديبلوماسية سيرغي لافروف عدم ممانعته حضور بعضهم بصفة شخصية . وهكذا فان وجهات النظر بين الطرفين (بوتين والاسد) للمسلحين تكاد تتماثل بنسبة 90% كما انهما عملا على تسليح الاكراد وبالتحالف مع امريكا ضد تركيا . هذا الامر اعترف به ممثل النظام السوري بالامم المتحدة بشار الجعفري قبل ايام .
> التسوية السياسية وباعتراف جميع الاطراف الدولية والاقليمية باستحالة الوصول اليها وفق معطيات الميدان ذلك ان هناك تفاهم روسي امريكي على اولوية محاربة الارهاب في سورية والعراق اولا ومن ثم الانتقال للمسار السياسي, وهذا البند لا يمكن بلوغه , فالنظام السوري يراهن على طول امد المعارك وطول التورط الامريكي الروسي وبكل الاحوال فان قواعد اللعبة تتغير بصورة واضحة لصالحه .
محاولات تضخيم الخلافات بين النظام السوري وحليفه الروسي مبالغ فيها وتحمل اشارات وتفسيرات غير صحيحة . فالمواقف السياسية والامنية متطابقة جدآ ودليل ذلك العمليات الميدانية المشتركة فيما نقطة التباين واحدة وغير معلنة حتى اللحظة وتتمثل باستبدال الرأس في النظام بأخر اكثر حرصآ على مصالح القيصر الراغب بتثبيت قواعده في المياه الدافئة لعقود قادمة .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-02-19)