إيـران والعـرب

تم نشره الأربعاء 16 آذار / مارس 2016 01:01 صباحاً
إيـران والعـرب
د. فهد الفانك

كان ساطع الحصري رحمه الله يحذر من مطامع دول الجوار ، سواء كانوا أصلاء مثل إيران وتركيا والحبشة ، أو دخلاء مثل إسرائيل.

تركيا تربعت على صدر الوطن العربي لمدة أربعماية عام ، فتطور العالم وتقدم خلالها ، وتخلف العرب. وهي تحاول اليوم استرداد التاريخ العثماني الأسود ، والسيطرة مرة أخرى على ما يسمى الشرق الأوسط.

إيران كانت دائماً في حالة صراع تاريخي مع المحيط العربي ، وقد أوقفها عراق صدام حسين عند حدها ، إلى أن جاءت أميركا فدمرت الدولة العراقية ، وسلمت العراق لقمة سائغة لإيران ، فكان ذلك نقطة البداية في المد الإيراني على حساب الوطن العربي.

سوريا كانت المحطة الثانية للنفوذ الإيراني منذ أن انحازت إلى إيران في الحرب العراقية الإيرانية ، نكاية ببعث العراق ، وخدمت كممر يصل بين إيران وجنوب لبنان ، حيث أقامت إيران ميليشيا خاصة بها تحت عنوان مقاومة إسرائيل ، فكان لبنان هو الدولة العربية الثالثة التي أصبح لإيران الكلمة العليا فيها.

الدولة العربية الرابعة التي تطلعت إيران للسيطرة عليها كانت اليمن بالتعاون مع طائفة دينية قريبة من الشيعة ، هم الحوثيون الذين حرضتهم إيران على الهبوط إلى صنعاء للسيطرة على كل اليمن.

في هذه المرحلة انتقلت قيادة السعودية إلى ملك ديناميكي جديد ، وجد أن الهجوم خير وسائل الدفاع وقال لإيران (لهون وبس!).

المواجهة الآن صريحة وعلى جميع المستويات والجبهات ، فالسعودية لن تسمح لإيران بالسيطرة على بلد عربي بعد آخر ، حتى لا يأتي الدور عليها وعلى حلفائها في الخليج بدءاً بالبحرين.

إيران تستعمل ورقة الأقليات الشيعية في الوطن العربي ، والسعودية توظف الإجماع العربي لصالحها ، فلا خيار للعرب إلا أن يلتفوا حول السعودية طالما أنها قررت أن تتصدى للمد الإيراني وتمسك بزمام الحرب الباردة.

السعودية أوقفت المد الإيراني في البحرين واليمن ، وتحاول أن تفعل شيئاً في لبنان وسوريا ، وكان آخر إنجازاتها السياسية قرار الجامعة العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية ، وبذلك سجلت نقطة لصالحها.

في هذا المجال ليس مهماً أن يكون حزب الله إرهابياً أو لا يكون ، فليس للإرهاب تعريف ، وهو صفة تطلق على الخصم ، وجاء تحفظ العراق ولبنان على قرار الجامعة تجسيداً للنفوذ الإيراني. ولو كان لسوريا صوت في الجامعة لكان إلى الجانب الإيراني أيضاً.

حتى تاريخه يبدو أن الطرفين السعودي والإيراني يكتفيان بالمعركة السياسية في حرب باردة. ولكن من يدري؟.

(الرأي 2016-03-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات