واشنطن والرياض ,. الى اين ؟
المتابعون للعلاقات السعودية الامريكية وبعد لقاء الرئيس باراك اوباما مع مجلة ذات اتلانتيك واتهامه لحليفته التقليدية المملكة العربية السعودية بنشر الفكر الوهابي (اي الارهاب) وقوله باننا لن ننجر لحروب لا تخدم مصالحنا , هذه التصريحات رد عليها الامير تركي الفيصل بالقول باننا لسنا من يمتطي الاخرين لتحقيق مصالحنا وتبعه جميع الكتاب والمحللين لمهاجمة الرئيس واتهامه بالعجز والفشل , وفي هذا نؤشر على بعض النقاط الهامة بين الدولتين .
> الرئيس الامريكي سيزور دول الخليج نهاية الشهر القادم للمشاركة في اجتماع مجلس التعاون الخليجي . والتصريحات النارية الهجومية لتحالف اعلاميات العربية ضده ربما تشي برسالة سياسية مفادها عدم الرغبة بالحضور والمشاركة في اجتماعات , (وهنا عندما نتحدث عن دول الخليج نستثني سلطنة عمان لوضعيتها الخاصة بعلاقاتها مع ايران ) التعاون الخليجي .
> والخوف ليس من تصريحات اوباما ضد السعودية بل الخوف يكمن من ان السياسات الامريكية القادمة لساكني البيت الابيض قد اختارت التخلي عن حلفائها القدامى وما قول المرشح الجمهوري ترامب بان حلف الناتو عفا عليه الزمن الا مؤشر على ان هناك قرارات استراتيجية داخلية تعيد احياء دور الامبراطورية الامريكية بعيدآ عن التحالفات والمؤسسات القديمة , وعلينا ان لا ننسى ان الذي يحاول تغطية نفسه بالامريكان هو عريان ولا يملك من امره شيئآ ومتى لاحت الفرصة سيصار الى ايقاعه وانهاء دوره والماضي البعيد والقريب به ما يذكر الجميع بما نقول .
> امريكا بدأت تتغير سياسيا وحلفاؤها مصدومون في الخليج واوروبا , (ونقصد بالتغير هو تخليها عن احلافها السابقة ) وفي المقابل ما زلنا نلمس تمسك البعض بل وتشبثه بها محاولآ اعتبار هذه المسألة لحظية تخص ادارة اوباما دون ان يقدم الدلائل . والخوف ينبع من ان الادارة الامريكية القادمة قد تتحرك للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن احداث 11/سبتمبر 2001م والتي سقط فيها نحو ثلاثة الاف امريكي وهذا يذكرنا بما فعله الغرب مع ليبيا القذافي في قصة لوكربي المعروفة .
> الانقلاب الامريكي على السعودية متوقع وسببه الازمة السورية وعدم الحسم فيها , وما يمكن التكهن به في هذه الزاوية هو ان السياسات القادمة لادارة البيت الابيض والتي تؤكد جميع التقارير ان هناك توجهآ حقيقيا بالابتعاد عن المنطقة وخاصة دول الخليج لاسباب لسنا بصدد شرحها الان لاتاحة المجال امام الاسرائيلي لكي يدخل من هذه الزاوية وبما يعيد صياغة التحالفات الاقليمية والدولية .
دول الخليج العربي قدمت خدمات جليلة لامريكا والغرب , وظلت لعقود طويلة تنفذ سياساتها الاقتصادية والامنية , ولا تبتغي سوى الحماية من الاعداء . لكن وبعد كل هذا وعندما وجدت هذه الدول نفسها امام الخطر الايراني تركها الامريكي وحيدة تواجه مصيرها .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-03-25)