خريطة لتهويد القدس

تم نشره الخميس 07 نيسان / أبريل 2016 12:35 صباحاً
خريطة لتهويد القدس
مفتاح شعيب

لا تتوقف آلة الاحتلال الصهوينة عن مشاريعها التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديداً في القدس التي تواجه معزولة هجمة شرسة تتصاعد تزويراً لتاريخها وطمساً لمعالمها المقدسة. وقد بدا جلياً أن هذا التهويد قد بلغ مستويات غير مسبوقة، ومن المرجح أن يفجر الأرض المحتلة في يوم قريب بعدما وصل الصبر إلى منتهاه.
لقد كشفت وزارة السياحة الفلسطينية أن سلطات الاحتلال شرعت منذ مدة في توزيع خريطة جديدة على «السياح» تتجاهل عديد المواقع الإسلامية والمسيحية وتقديمها بمسميات يهودية أحدها أن المسجد الأقصى المبارك بات يسمى «جبل الهيكل». وأكدت الوزارة الفلسطينية أن هذه الخريطة التهويدية تهدف إلى التضليل والترويج إلى أن القدس عبارة عن مكان توراتي خالص وجزء لا يتجزأ من مشروع الاحتلال الصهيوني.
المؤلم في القصة كلها أن سلطات الاحتلال ماضية في مخططاتها التهويدية متجاهلة كل بيانات الإدانة والشجب الفلسطينية والعربية والإسلامية. وبيان الاستنكار الذي أصدرته وزارة السياحة الفلسطينية هو جزء من عملها في إطار المتابعة والرصد للنشاطات الصهيونية، ولكن هذا الإجراء لن يغير في الأمر شيئاً، في الوقت الذي تتباهي فيه سلطة الاحتلال بما صنعته معترفة بأن «دليلها السياحي» عمد إلى طمس كل ما هو عربي وإسلامي ومسيحي باستثناء موقع أو اثنين، وأنها عازمة على توسيع هذا التهويد ليشمل خريطة أكبر. وبهذا الإصرار الذي يبديه الاحتلال، ألقى بالكرة خارج ملعبه، أي إلى العرب مسلمين ومسيحيين.
وفي انتظار أن يأتي الرد في شكل بيان إدانة أو تصريح حزين، تستمر عجلة التهويد في الدوران على مدار الساعة.
بالتزامن مع اكتشاف هذه الجريمة، عمدت قوات الاحتلال إلى اقتحام حرم جامعة القدس في بلدة أبو ديس وعبثت بمحتوياتها وأتلفت كتباً ومقتنيات، كما دمرت شجرة عيد الميلاد المقامة في ساحة الجامعة والمرصعة بصور عدد من الشهداء الفلسطينيين. ولهذا الاقتحام الصارخ صلة بمسلسل الاعتداءات المتواصلة الذي سجل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 58 اقتحاماً للمسجد الأقصى و25 اقتحاماً للقرى والأحياء العربية وأربع حفريات و120 بيتاً تم الاستيلاء عليها وهدم العديد منها، فضلاً عن جرائم القتل العمد التي تلاحق الفلسطينيين في مختلف المدن والقرى وأكثرها شناعة عملية إعدام الشاب عبدالفتاح الشريف في مدينة الخليل قبل أيام قليلة، ومع ذلك لا يبدي هذا الاحتلال أي حياء ويستمر في نهجه مبتدعاً فصولاً جديدة في ضرب الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته على مراحل.
لامبالاة كيان الاحتلال وجرأته على الحقوق العربية والإسلامية والمسيحية لا تعود إلى قوته وجبروته، وإنما إلى ضعف أصحاب الحقوق الشرعيين وتشرذمهم، فالعالم الإسلامي يطفح بالفتن والحروب من شرقه إلى غربه، والفلسطينيون أصبحوا ضائعين وسط هذه اللجة من الأزمات والانقسامات. ومن الطبيعي أن يتفرد الصهاينة بالقبلة الأولى ويعملوا فيها تشويهاً وتهويداً دون خشية من أي غضب إسلامي أو مسيحي. 

(المصدر: الخليج 2016-04-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات