ما بين الليلة والبارحة !

تم نشره الأحد 10 نيسان / أبريل 2016 12:59 صباحاً
ما بين الليلة والبارحة !
خيري منصور

منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والناس يتساءلون حول ظاهرة متكررة’ هي ابقاء النظم السياسية الجديدة حتى لو كانت ثورات او انقلابات على من كانوا في خدمة النظم التي ثارت او انقلبت عليها، خصوصا في المجال الاعلامي، ولو تذكرنا بعض الامثلة لعرفنا السبب الذي من شأنه ان يبطل العجب، وهناك نماذج تتفوق على الحرباء في القدرة على تغيير لون الجلد وما يفرزه اللعاب على اللسان من كلمات، وقد يتصور هؤلاء انهم الخيار في الجاهلية والاسلام، او ان الاستغناء عن قدراتهم ومواهبهم يعطل العجلة، والحقيقة هي من يملك القدرة على التأقلم السريع ويستدير مئة وثمانين درجة هو على الاغلب من الغلاة او مدعي الراديكالية، لهذا فهم يساريون جدا اذا تطلب الامر وماركسيون اكثر من ماركس نفسه اذا تغيرت التسعيرة، لكنهم في الوقت ذاته كاثوليكيون اكثر من البابا، ولديهم بوصلة من طراز فريد يُعرف سهمها جيدا متى يتحرك يسارا او يمينا ومتى يتوقف ايضا ! انهم أدوات صالحة للاستخدام للهدف ونقيضه ، كالصفحة البيضاء التي لا ترفض ما يكتب عليها سواء كان رسالة حب او حكما بالاعدام . ولم تتوقف تلك المدرسة بعد عقدي الانقلابات التي تعاقبت في القرن الماضي بل طوّرت تقنيتها واساليبها واضافت اقنعة جديدة الى الاقنعة التقليدية . اذكر للمثال فقط ان غلاف مجلة عربية كان يحمل صورة صدام حسين وعنوانها هو كلمة واحدة البطل، وبعد اسبوع تحول البطل الى هتلر جديد لأن مصدر التمويل تغيّر اما القارىء الذي سوف يضبط مثل هذه المجلة متلبّسة بالتناقض فهو محذوف من المعادلة او الثالوث الذي لم يبق منه سوى المستأجر والأجير . وما اشبه الليلة بالبارحة، ما دامت المراوغة هي ذاتها رغم اختلاف الاساليب والاقنعة وما دامت الثعالب ايضا هي نفسها حيث يسيل لعابها على رائحة الجيف ! كفى استهجانا واستغرابا مما يجري في هذه الحفلة التنكرية التي اسرجت فيها الكلاب وصهلت، بينما جلدت الخيول بالسياط واكعاب البنادق كي تَنْبح !!

(الدستور 2016-04-10)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات