انخفاض أسعار الجملة 5%

تم نشره السبت 14 أيّار / مايو 2016 12:40 صباحاً
انخفاض أسعار الجملة 5%
د. فهد الفانك

الرقم القياسي لتكاليف المعيشة لا يقيس التضخم الحقيقي في الاقتصاد الوطني، ليس فقط بسبب تقلبات أسعار المحروقات والمواسم الزراعية بل أيضاً بسبب الاختلالات الناشئة عن التدخل الحكومي المفاجئ بشكل دعم أو إعفاءات أو زيادات في الضرائب مما لا يسمح لعوامل السوق أن تتفاعل في مناخ طبيعي مستقر.

كنا في بعض الأحيان نعتبر الرقم القياسي لأسعار الجملة أصدق من الرقم القياسي لتكاليف المعيشة في قياس معدل التضخم الحقيقي، وكان هذا المقياس يعطي قراءات إيجابية معتدلة بعكس مقياس تكاليف المعيشة الذي أخذ يعطي قراءة سلبية تدعو للقلق.

الآن وقعنا في حيرة، فالإحصاءات العامة تقول إن الرقم القياسي لأسعار الجملة انخفض خلال الربع الاول من هذه السنة بمقدار 1ر5% عما كان عليه في نفس الربع من العام الماضي منها 6ر4% في الربع الأخير وحده.

في الاحوال الطبيعية يشكو الناس من الغلاء وارتفاع الأسعار، لأن المستهلك يريد الاحتفاظ بالقوة الشرائية لدخله، وبالتالي كان انخفاض التضخم مسألة إيجابية مرحباً بها.

لكن الأحوال اختلفت، فالاقتصاد الوطني لا يتحمل تضخماً سالباً لمدة طويلة لأنه يعني الركود والجمود، ومن نتائجه ارتفاع الأجور والرواتب في ظل انخفاض أسعار المنتجات، مما لا يذهب بهامش الربح فقط، بل يأتي بالخسائر أيضاً، كما هو حاصل في قطاع الصناعة حيث توقفت بعض الصناعات لأن أسعار البيع انخفضت عاماً بعد آخر بحيث لم تعد تغطي الكلفة.

وهنا نعود إلى البنك المركزي وما إذا كان عليه دور في التعامل مع هذا الوضع. البنوك المركزية تتدخل ضد ارتفاع معدل التضخم برفع سعر الفائدة لتقليل طلب المؤسسات على التوسع والاستثمار، فهل عليها أن تتدخل في حالة التضخم السلبي بتخفيض سعر الفائدة بقصد انعاش الأسعار؟.

إذا كان التضخم الإيجابي يعالج برفع أسعار الفائدة فربما كان منطقياً أن يعالج التضخم السلبي أي الانكماش بتخفيض أسعار الفائدة، وقد أخذت البنوك المركزية في أميركا وأوروبا واليابان بهذه الوصفة وذهبت فيها بعيداً لدرجة أن سعر الفائدة استقر بقرب الصفر لمدة سبع سنوات متوالية ووصل إلى معدل سالب في أوروبا واليابان، ولكن النتائج كانت مخيبة للآمال.

بعد قيام البنوك المركزية بخفض سعر الفائدة لمستوى الصفر وغمر الأسواق بالسيولة دون تحقيق النتائج المرجوة تولدت قناعة بأن البنوك المركزية ليست القوى الجبارة القادرة على صنع المعجزات كما يظن كثيرون، فقد فشلت في تحقيق النمو والقضاء على الانكماش الاقتصادي العالمي والبطالة.

(الرأي 2016-05-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات