ذكرى النكبة في زمن النكبات
يفترض انه بعد مرور 68 عاما على نكبة فلسطين ان نقف كعرب امام المرآة ونسأل انفسنا عن «انجازاتنا او خيباتنا» تجاه ملف القضية الفلسطينية.
لكن للاسف لا يجد العرب اليوم مرآة يتمكنون من الوقوف امامها، فقد انتجت الامة بفعل يديها نكبات متوالية وسقطت عواصم ودمرت جيوش ومجتمعات.
اين بغداد؟ لا احد يعلم! هل ما زالت تلك العاصمة معنية بالعرب وقضاياهم؟ وهل ستعود يوما لتتحدث عن فلسطين ام انها تعيش نكبتها الخاصة العميقة؟
دمشق لم تعد هناك في مكانها، فقد اكل الدمار كل سوريا، وما زال الجرح نازفا، فكل العواصم تعبث وتدمر الارض هناك والشجر والحجر بعد الانسان.
اما العاصمة الاهم «القاهرة» فالفشل تحد يحيط بعنقها، فهي لم تعد تلك الدولة حتى التي كانت في اضعف حالاتها، فمن يحكمها يعبث بها، ولا يعلم انها اكبر من قدراته، وانها ليست له، بل هي للامة جمعاء.
في صنعاء حرب، وليبيا منقسمة، اما السودان فحدث ولا حرج، الخليج تائه خائف من ايران ملتبسة عليه الاستراتيجيات، فهو بتخبط حينا فيؤذي، ويحاول حينا فيتردد.
نعم هذه السياقات التي تأتي فيها الذكرى الـ68 لنكبة فلسطين، فالعمق مريض، و»اسرائيل» مستفيدة من ذلك، وكل المعطيات تشير الى وحدانية الفلسطيني في مواجهته مع العدو.
النكبة اليوم فقدت بريق قسوتها واستفزاها للكرامة العربية، والسبب انها لم تعد وحيدة فقريناتها كثر في بلاد العرب، ومع ذلك تبقى فلسطين قادرة على الضم اكثر من غيرها.
(السبيل 2016-05-17)