مصر وانتظار المعجزة
على سبيل الثقة الزائدة، أو المبالغة الإعلامية المزيّفة، ردّ وزير الصناعة المصري على سؤال صحافي: لا.. لن نكون نمراً آسيوياً، بل نحن أسد أفريقي! في إشارة إلى التطوّر الصناعي الذي تشهده مصر، وسيؤهلها إلى الدخول في المنافسة العالمية لتتفوّق على دول شرق آسيا.
كان ذلك قبل نحو عشر سنوات، ثبت خلالها العكس، فالاقتصاد المصري شبه منهار، وما تحقق من نجاحات صناعية ضاع في دوامة الصراعات السياسية، وللأسف فليس هناك من بارقة أمل تشي بأنّ عودة القطار إلى السكّة الصحيحة ممكنة في وقت منظور.
وبعيداً عن التلاوم الذي تشهده مصر، وتبادل الاتهامات ورمي المسؤولية على الطرف المقابل، فإنّ ما وصلت إليه لا يسرّ إلاّ الأعداء، وإذا كان هناك من أمر ملحّ فهو البحث السريع عن طريقة لإنقاذ السفينة من الغرق، لأنّ الكلّ في آخر التحليل على متنها وسيغرقون.
المفارقة التاريخية أنّ المصريين ثاروا من أجل العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولا شيء من هذا تحقّق، بل أتى العكس، ولأنّ الثورة لا تتكرّر إلاّ كلّ عقود، فإنّ الاتفاقات بين النخب هي الحلّ، ولكن وللأسف فليس هناك من أفق لهذه أيضاً، إلا بمعجزة.
(المصدر: السبيل 2016-05-17)