من القذافي إلى ترامب

تم نشره الجمعة 03rd حزيران / يونيو 2016 01:42 صباحاً
من القذافي إلى ترامب
د. فهد الفانك

إذا كان القذافي يستطيع أن يحكم بلدأً عربياً هو ليبيا لمـدة أربعين عاماً ، مع أنه كان محل سخرية العالم كشخص أقل ما يقال فيه أنه غير طبيعي ، فليس هناك ما يمنع أن يحكم ترامب أميركا بالرغم من الصفات المشتركة بين الرجلين وربما بسبب هذه الصفات.

ترامب أهان المرأة في أكثر من مناسبة ، ويريد إبعاد 12 مليون مهاجر غير شرعي ، وأن يمنع المسلمين من دخول أميركا ، ويدعو للعزلة تحت شعار أميركا أولاً ، ويطرح أهدافاً رنانة لا يقوى على الالتزام بها مثل جعل اميركا عظيمة مرة أخرى. باختصار رجل غوغائي خبرته في السياسة والحكم صفر.

الحزب الجمهوري الذي تعامل مع الأثرياء وخدمهم ومنهم الملياردير دونالد ترامب هو الملام ، وعليه الآن أن يتحمل المسؤولية. والمواطن الأميركي البسيط الذي تخدعه الشعارات يستحق أن يحكمه ترامب.

قد يقال أنها الديمقراطية وصناديق الاقتراع ، ولكن علينا أن نتذكر أن هتلر لم يغتصب الحكم بل وصل إليه عن طريق صناديق الاقتراع ، ولا يهم أن هتلر مثـّل الإسلاميين في الجزائر ، الذين فازوا في الانتخابات وأعلنوا صراحة أنها ستكون آخر انتخابات تشهدها الجزائر ، فلا لزوم للديمقراطية بعد وصولهم إلى السلطة ، ومن هنا قام الجيش بقمعهم باسم حماية الديمقراطية.

بالرغم مما يقابل به ترامب من استنكار في أوساط النخبة السياسية ، إلا أن فوزه بالرئاسة ليس مستبعداً نظراً لأنه سوف يقابل هيلاري كلينتون التي لا تتمتع بشعبية واسعة ، وتقف في وجهها ثلاث نقاط ضعف على الأقل هي بنغازي ، وأسلوب مراسلاتها على الانترنت كوزيرة للخارجية ، وخيانه زوجها.

العالم يستطيع أن يتعايش مع ترامب كما تعايش مع عدد كبير من الرؤساء والمهووسين بالسلطة الذين لا يخلو منهم العالم العربي. ولا ننسى أن ترامب ذكي ، ويعرف من أين تؤكل الكتف ، وقد فعل وقال ما ضمن فوزه في الانتخابات التمهيدية بترشيح الحزب الجمهوري ، وسيفعل ويقول ما يضمن له النجاح في الانتخابات الرئاسية. كما أن الجمهوريين الذين يقفون في وجهه الآن سيعيدون النظر ويعدلون مواقفهم أمام الأمر الواقع ، خاصة إذا أحاط الرئيس ترامب نفسه بخبراء في السياسة والاقتصاد لهم وزنهم واحترامهم.

كما تبدو الامور حتى هذه اللحظة فإن البيت الابيض سيكون من نصيب هيلاري ، ولكن كل شيء مكن ، ويجب ان نكون مستعدين للتعامل مع من يفوز كائناً من كان.

(الرأي 2016-06-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات