الاعتراف بإسرائيل!

تم نشره السبت 04 حزيران / يونيو 2016 12:34 صباحاً
الاعتراف بإسرائيل!
ماهر ابو طير

كل الدول الكبرى في العالم تلعب اللعبة ذاتها لصالح اسرائيل، اي لعبة شراء الوقت، من اجل ان تكمل اسرائيل مشروعها، وعلينا ان نلاحظ، كل عام، او كل عامين، تخرج علينا مبادرة لمفاوضات سلام جديدة، بين السلطة الفلسطينية، وتل ابيب، والنتيجة محسومة مسبقا. آخر المبادرات ، تلك المبادرة الفرنسية، التي انطلقت بدعوة من باريس، من اجل وضع تصور من جانب ممثلي دول ومنظمات، لاعادة استئناف مفاوضات السلام، وهي مبادرة رفضها الاحتلال، مسبقا، خصوصا، ان التوقيت يخدم اسرائيل هذه الايام. لا يوجد أحسن من هذا التوقيت، لابداء الرفض، دون خشية أحد، فكل منطقة الشرق الاوسط غارقة في حروب اهلية وصراعات، وكل ثرواتها مستنزفة، وشعوبها مشردة او تحت الذبح، والاحتلال ذاته، لم يقبل ان يقدم تنازلات، والمنطقة في أحسن احوالها، فلمن سوف يخضع هذه الايام. في الحواسم، ان حل الدولتين انتهى منذ زمن بعيد، لان اسرائيل اغرقت الضفة بالمستوطنات، وقامت بتقطيعها، وخنقت غزة، وتقوم بتهويد القدس، كما ان أي حلول اخرى، مثل دولة بقوميتين، حلول مرفوضة اسرائيليا، لتبقى الحال كما هي، من استعصاء سياسي تستفيد منه اسرائيل، لاستكمال مشروعها بتهويد الضفة الغربية تدريجيا، ومصادرة الارض، او اطلاق مبادرات لشراء الوقت، ومنح اسرائيل مهلا اضافية، يتورط فيها الفلسطينيون الرسميون احيانا، بالدخول في تفاصيلها، وهم يعرفون مسبقا، ان لا فائدة ترتجى. بهذا المعنى، يبدو كل مشروع السلطة الوطنية، مهددا في بنيته، لان الاصل في المشروع، الا يكون وظيفيا لصالح تثبيت الاحتلال، او لصالح الاعتراف بثلاثة ارباع ارض فلسطين، باعتبارها اسرائيل، وهو ما جرى سابقا، وانهاء المقاومة في الضفة الغربية، ثم ابقاء الشعب الفلسطيني في عنق الزجاجة محشورا، لا هو في حالة سلام ولا في حالة حرب. المشروع الفرنسي لن يأتي بجديد، لان اسرائيل لا تريد تقديم تنازلات على صعيد ملفات حساسة، القدس وارض الضفة الغربية والمستوطنات، وهذه الملفات تحديدا يفترض ان يضغط العالم على اسرائيل قبل اي مبادرات، لان الكل يعرف ان اسرائيل لا تتنازل فيها، فما نفع الدعوة لمؤتمرات في ظل اضعف لحظة عربية، وفي ظل هذه العواصف التي تعصف بالمنطقة، من الحروب الاهلية مرورا بالمذابح، وصولا الى ما يسمونه الارهاب والتطرف. من ناحية دينية تعتبر اسرائيل الضفة الغربية « يهودا والسامرة» ومن ناحية سياسية، لايمكن للاحتلال ان يقبل دولة فلسطينية ولو منزوعة السلاح، وكل ما يقبله الاحتلال كينونة وظيفية، تمثلها السلطة، ولا اكثر من ذلك، وبشر يتم حشرهم في مساحات ضيقة. هذا يتجاوز ما يمكن اعتباره مجرد استعصاء سياسي، هذا يعيد طرح الاسئلة، وأبرزها، لماذا اعترفتم بإسرائيل، واعطيتم ثلاثة ارباع فلسطين للاحتلال، وانتم لا تضمنون حتى الربع المتبقي، فجاء التنازل عنها بذريعة دولة محتملة، فثبت العكس، وقد آن الاوان، لمراجعة هذا التنازل، من جذوره، بعد ان ثبت، انه مجرد خدمة لإسرائيل. هذا هو السؤال الاهم.

(الدستور 2016-06-04)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات