قصتي مع محمد علي كلاي
أول مرة سمعت بمحمد علي كلاي كانت في عام 1980، كنت في التاسعة من عمري، عندها كان « كلاي» مالى الدنيا بسمعته، لكنه حينها خاض مباراته الاخيرة مع «لاري هولمز» وخسر واعتزل.
كان له مقولة مشهورة: «لا عيب ان تسقط، لكن العيب ان تبقى على الارض ولا تحاول النهوض»، اما طريقة لعبه فقد استهوتنا جميعا حيث كان يرهق منافسه ثم يلدغه بالقاضية.
نعم طريقته تشبه فلسفة الولايات المتحدة الاميركية في طريقة التعامل مع خصومها، سياسة احتواء ثم احتواء مزدوج، ثم ضربات لا تعرف الرحمة تقودهم بسهولة للقاضية.
حزنت لخسارة «محمد علي كلاي» امام «لاري هولمز»، وبعدها ذهبت اكثر نحو لقاءاته السابقة، واصطنعت الفرح خلال مباريات معادة فاز فيها على منافسين عمالقة بحجم «فورمان وفريزر».
ثم بعد ان مرت السنوات ودخلنا عالم القراءة والفلسفات، ادركت ان هزيمة كلاي التي آلمتنا لم تكن الا انتصارا لفلسفة داروين الغربية القائمة على «البقاء للأصلح» التي لا تعترف «بالبطل سابقا».
كان كلاي جزءا من مجتمعه فرفض الذهاب الى فيتنام، واطلق مقولته المشهورة: «الفيتناميون لم ينادونِ بالعبد»، ناضل نحو حقوقه واستثمر نجوميته باتجاه وضع بلده على سكة الحقوق المدنية.
لقد اعتنق الملاكم محمد علي كلاي الاسلام، لكنه لم يكن جزءا من الحضارة الاسلامية، الفارق كبير، اما نحن فنتقن العيش على رغائبنا، فظنناه بطلاً يقهر الخصوم تحت عنوان «المعركة الخلاصية»، ولذلك شجعناه اكثر، رحمة الله عليه.
(السبيل 2016-06-05)