معالجات التطرف (1)
اعتدنا، حينما يتعلق الامر بمشكلاتنا وقضايانا العويصة، ان نضع الحقائق تحت السجادة، او ان نشيح بوجوهنا عنها معتقدين انها ستغادرنا دون علاج.
من هذه المشكلات قصة اقبال فئة من شبابنا على الجماعات المتطرفة، وتحولهم إلى نسخ غريبة عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومن ثم استسهالهم ممارسة العنف.
للاسف الدول ومنها الاردن تركز فقط على «المقاربة الامنية»، فرغم اهميتها، الا ان الاقتصار عليها يشكل اداة عرجاء تمشي بقدم واحده مصيرها الفشل واستمرار المشكلة.
من هنا سنتحدث وعلى مدى مقالتين عن حلول تتجاوز الامني الى الثقافي والاقتصادي ممزوجة بنكهة السياسي، فبقاء الاشياء تحت السجادة يؤذينا دون شك.
يجب ان تدرك الدولة ان العدالة المجتمعية والمساواة وتكافؤ الفرص هي اول ما يبحث عنه الشباب الاردني، وهي الأساس المتين لتأصيل المواطنة الصالحة والانتماء.
هذا ناهيك عن البطالة التي تحتاج الى خلق فرص عمل في السوق المحلي تضمن استيعاب جحافل جيوش الخريجين من الجامعات الاردنية وغيرها.
طبعا بالاضافة الى توجيه وتشجيع الشباب الى الحرف اليدوية وفرض تسهيلات على القروض لتشجيع الشباب نحو المشاريع التشغيلية ليحققوا ذواتهم بعيدا عن التطرف و»طهوريته المزعومة».
كما انه يجب عدم اغفال التواصل وفتح باب الحوار مع الشباب عن طريق الاحتواء والاستماع وتقدير الذات، سواء كان على مستوى الاسرة ام على مستوى المجتمع بكافة عناصره وجوانبه المتعددة.
وباعتقادي ان التعبير عن الرأي هو اكثر ما يثير اهتمام الشباب ويؤطر لاندماجهم، لذا سنعرض بعض الأبعاد الإيجابية الناجمة عن السماح للشباب بالتعبير عن الرأي بشفافية وحرية ذلك في المقال القادم بعون الله.
(السبيل 2016-06-12)