قد اتفق ان مؤسستين بحجم «المدرسة والمسجد» لهما تأثير كبير في صياغة البنية الذهنية والعاطفية لدى الشباب، لكنني اختلف مع من يجعلهم شماعة وحيدة تعلق عليها انعطافات الشباب نحو التشدد.
نريد لمنع انجرار الشباب نحو التطرف ان نسمع لهم، وان ندعهم يعبرون عن آرائهم وافكارهم بحرية وشفافية، وهذا لن يكون بمجرد اضافة وزارة للشباب لقافلة الوزارات.
بمعنى اننا نريد مجتمعا يستمع لبعضه، ومدرسة تعلمنا الحوار وتنفرنا من الاقصاء، ومسجد يقبل الاخر دون انسداد او ارتماء بحضن هذا الاخر.
لكن الاهم من ذلك كله ان الشباب لا بد ان يشعروا دون تدليس بمساهمتهم في صناعة قرارات بلدهم، وهنا يأتي دور المؤسسات السياسية لتعبر عنهم.
نعم الاستبداد والمظلمات الاجتماعية والسياسية كلها مبررات لهروب الشاب نحو «طهورية» مزعومة، وهنا يجدها عند جماعات تختصر المسألة وتحسن استغلال كل عوامل الطرد المجتمعية.
هنا يتم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ذات القدرة على نشر الفكر المتطرف، والتي لا ينفع معها الحذر الا في اطار تحصين الشباب ذاتيا كي لا تنفع معهم المصيدة.
المحصلة المنطقية التي يجب ان نقنع بها تقوم على اساس واضح، انه لا يمكن مواجهة انجذاب الشباب للجماعات المتشددة فقط عن طريق الأمننة.
كما انه لا يمكن منعهم من ذلك من خلال اعتماد عامل واحد فقط يتم التأكيد عليه، الحل لا بد ان يكون شموليا، تتظافر من اجله كل الجهود.
فالاصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي، كلها عناوين لا بد من التفكير بها عميقا من اجل انتاج جيل من الشباب محصن ذاتيا كي يردع التطرف ولا يسقط في حبائله.
(السبيل 2016-06-13)