مصطلح «الوضع القائم» أردنياً وإسرائيلياً
يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الاقصى، مجددا، وقد صارت الاقتحامات روتينية، وبحماية الشرطة الاسرائيلية، من اجل تطويع العرب على قبول شراكة الاسرائيليين، او حتى هدم المسجدين والاستحواذ على كل المكان. هناك كارثتان سياسيتان، لابد من الاشارة لهما في ملف القدس، والاولى تتعلق بمصطلح يتم استعماله كثيرا في بيانات الاردن الرسمية، والبيانات الاسرائيلية الرسمية، ايضا، وكل طرف يقصد امرا مختلفا. الاردن يدعو للمحافظة على ما يسمى «الوضع القائم» في الحرم القدسي والمصطلح اردنيا يعني رعاية المكان اسلاميا منذ بدايته مرورا بالاتراك مرورا برعاية الاردن الرسمي للمقدسات، لكن اسرائيل تعيد استعمال ذات المصطلح أي «الوضع القائم» وتحض على المحافظة عليه، وهي تعني هنا، السماح للاسرائيليين بالدخول للحرم القدسي، مثلما يتم السماح للسياح الغربيين المسيحيين، وغيرهم، وكل طرف يقصد دلالة مختلفة، عن الطرف الاخر، لكن في الظاهر اللغوي، يستعمل الطرفان ذات المصطلح، وتوحي اسرائيل ان دلالة المصطلح اردنيا، لاتختلف عن دلالة المصطلح اسرائيليا. هذا يفرض على الاردن، ان يخرج احد الرسميين فيها، ليشرح لنا معنى مصطلح «الوضع القائم» بدلا من اصرار اسرائيل انه يعني شيئا يسمح لليهود بالدخول، ولابد من تفسير وترجمة المصطلح ومغزاه القانوني والواقعي، بدلا من كونه يتطابق في الظاهر مع مصطلح الاسرائيليين، فيما يقول بعض الرسميين عندنا، انه لايعني في الدلالة ذات الدلالة الاسرائيلية، وهذا يفرض ان تتم صياغة بيان رسمي يشرح معنى «الوضع القائم» ردا على الاسرائيليين وتوظيفهم المصطلح. الكارثة الثانية مرتبطة بالاولى، نتيناهو وغيره من مسؤولين اسرائيليين يسربون معلومات دوما على ان هناك موافقة اردنية على دخول المستوطنين، وان دخولهم يجري وفقا لتفاهمات تشمل منح المسلمين حق الوصول والصلاة خصوصا في الجمع والاعياد ورمضان، مقابل السماح لليهود ايضا، وهذه التسريبات وان كانت ترتبط بالكارثة الاولى، من حيث القول إن هناك توافقا اردنيا ملخصه «الوضع القائم» الا انه من جهة اخرى يحمل غمزا من قناة الاردن، واتهاما مبطنا بكون الدولة الراعية للمقدسات، لاتمانع في دخول المستوطنين،حتى لو كانت البيانات الرسمية منددة بهذا الامر. كل ما نريده امام هذا الالتباس امرا واحدا،وهو بيان اردني رسمي، يحدد الثوابت بخصوص الاقصى، ومعنى مصطلح الوضع القائم، اردنيا، وماالذي يقبله الاردن ولايقبله بخصوص الاقصى، من اجل سد افواه الاسرائيليين، واسكاتهم، بعد ان اشاعوا ان كل مايجري، يتم بتوافق مع عمان، وان الطرفين يعنيان ذات المعنى لمصطلح «الوضع القائم»، وهذا كلام خطير جدا.
(الدستور 2016-06-13)