يوم استبدلنا الخبز بالرز!

تم نشره الأربعاء 15 حزيران / يونيو 2016 12:42 صباحاً
يوم استبدلنا الخبز بالرز!
رشاد ابو داود

كان اهل الحارة ،اي حارة ، يعرفون ما هو افطار كل جار . من اول الزقاق ، وانت مار الى بيتك كنت تشم رائحة طبخة دار ابو محمد وابو باسم وابو خالد...وغالباً ما تجتمع هذه الطبخات على موائد افطار كل بيت . العادة ان تنادي الام على ابنها « خذ يمّا ودي هذا الصحن لخالتك ام حسين» ، وغالباً ما كان الابن حامل الصحن يلتقي على باب بيتهم او بيت جيرانهم مع ابن ام حسين الذي كان يحمل صحن طبيخ كلفته امه ان يوصله لدارخالته ام محمد .يتبادل الابنان الصحنين .واحيانا يتقابل ثلاثة او اربعة ابناء او بنات كل منهم حاملا صحن طبيخ الى الجيران .عند الافطار تكون المائدة عامرة بما لذّ وطاب من طعام ومن..حب. كانت البيوت قريبة من بعضها والقلوب اقرب .رائحة الخبز من فرن الحارة اشهى ما يمكن ان تشمه في ساعة قبل الافطار . حظك حسن ان كنت انت المكلف باحضار الخبز في ذلك اليوم رغم الوقوف طويلا على الدور .فأنت في حضرة الخبز الآن. خبز اسمر من قمح بلدي ،بلا مبيضات ولا كيماويات.مباشرة من الحقل الى الحلق دون المروربمتطلبات صندوق النقد الدولي وشروط الاستيراد والتصدير .في الايام العادية غير رمضان كان يكفي ان يحضر الخبز وكم حبة زيتون وبندورة وبصل اخضر وفجل لتكون الوجبة شهية بلا كوليسترول ودهون وشحوم لا تعلم من اين مصدرها . لم يتغير رمضان ، هو نفسه شهر الصيام والرحمة وطلب المغفرة ،لكننا نحن العرب الذين تغيرنا . استبدلنا الخبز بالرز منذ ان اقلعنا عن زراعة القمح واقتلعنا الخير الذي كان يقينا شر الارتهان للخارج . اصبحنا تابعين للخارج حتى اصبح الخارج داخلنا ونحن لم نعد موجودين على خارطة العالم الا بالاسم..حتى هذا الاسم عبثوا به .فمن الوطن العربي الكبير الى الشرق الاوسط الجديد الى اقليم ضعيف دول اما برئيس معزول او رئيس مطرود او رئيس على ..حارة! قلنا منذ البداية انها «مؤامرة» لا «ثورة».قالوا انتم مع الدكتاتورية ضد الديمقراطية .قلنا ان الثورات على الانظمة الدكتاتورية تنبع وتمارس وتتفجر من الداخل ،تنطلق بداية من الجيش والسياسيين الوطنيين من خلال تخطيط وتفكير سليم .مهم ان تكون وطنياً لكن الاهم ان تعرف كيف واين مصلحة الوطن،أي وطن.الشعب الذي يثور يحتاج الى قيادة لا الى قوادة على الوطن .لا يكفي ان ترى المهم ان تبصر.فكم من غشاوة اوقعت صاحبها في الهاوية. منذ تم احتلال العراق بلا سبب مقنع كان يجب ان ندرك ان الثور الابيض اُكل والبقية تأتي.هاهي أتت ولم تنته بعد.وها هما دولتا الخلافتين العباسية والاموية اللتين كان العربي في ظلهما كصقر محلق في سماء الكون وعلى الارض انسانا وعالما ومقاتلا وموسيقيا ومفكرا ،ها هما تنخر فيهما سوسة الفتنة وتسيل في شوارعهما الدماء بدل الماء ,انسانهما اما قاتل اومقتول وكلاهما خاسر بيته واولاده و نفسه ووطنه . اما ليبيا واليمن وتونس و بقية الوطن العربي ..فحدث وانتظر ! اللاجئون الذين شردتهم الحروب صائمون بالضرورة .فكيف يمتنع عن الاكل من لا اكل اصلا لديه ،وكيف تلتئم على مائدة الافطار عائلة احد افرادها قتيل والاخرشريد والثالث مهجر والرابع ابتلعه البحر والخامس ما زال اعمى رهينة المؤامرة، نعم المؤامرة !!

(الدستور 2016-06-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات