الحدود عليكم سلام
لا اخفيكم انني حين سمعت بالاعتداء الذي وقع على جنودنا في الحدود الشمالية، وارتقاء الشهداء، شعرت بغضب من نوع خاص لم اعهده سابقا.
الجيش له في الوجدان مكانة لا يمكن وصفها، لا يمكن التعبير عنها، فعلاقتنا نحن الاردنيون «بالفوتيك» علاقة هوية وعطر ورجولة، علاقة بنيوية عنوانها ثنائية «السويل والتكميل».
لهم في قلوبنا مكانة، في خواطرنا منزلة، في الوجدان رعشات من الاعتزاز، فقط في الاردن تتزاوج اهازيج الفلكور مع الغناء للجيش، وفقط في الاردن اذا مر الجيش بجانب البيوت انطلقت الزغاريد.
عملية الامس، زادت ايماننا بقدرات الجيش، وأعلت في نفوسنا مهمتهم المقدسة بحماية الحدود، وادركنا – بذات الوقت – ان الظروف صعبة وان رجال الحدود يحتاجون لرجال يساندوهم في الداخل.
عملية جبانة، لكنها متوقعة، فالاقليم مجنون وكل الاحتمالات واردة، ولعله من المناسب ان يتوقف المطبخ الامني السياسي عندها كثيرا، يحللها بعمق، ويبني عليها احترازاته القادمة.
الراجح ان تنظيم «داعش» هو من نفذ العملية، وهنا تتراكم الاسئلة الكثيفة: لماذا تأتي داعش على حدودنا رغم انها منشغلة بحروب كبرى في الرقة والموصل؟
ما اهداف العملية ومبرراتها، هل نقف على قرار من التنظيم بإعلان المواجهة الشاملة معنا، وكم لهذا الاحتمال من وزن وقيمة في ظل الضغوط التي تعيشها «داعش»؟
هناك من يرى ان العملية منعزلة، وليست عنوانا لمواجهة مستمرة وشاملة، فقد لاحظت «داعش» وجود خاصرة رخوة فاستغلت وضربت.
على كل الاحوال، جيشنا بخير، وموقف الناس يثبت تلك اللحمة بين الشعب والعسكر، لكننا في المقابل مطالبون ان ندرس الهجوم بعقل بارد، ومطالبون باستشراف القادم حتى لا نقع في ذات الاخطاء.
(السبيل 2016-06-22)